ترك برس

أكدت الصحفية والمحررة في صحيفة يني شفق التركية ياسمين أسان أن من حق تركيا تأمين حدودها، وأن الإرهاب الذي غير مجرى العلاقات بين الدول المتنافسة أصبح ذريعة تستخدمها الدول ضد بعضها، وعلى رأس قائمة الدول المتضررة من الإرهاب الجديد تركيا التي واجهت عدة هجمات إرهابية، وخاصة بعد الأحداث الاخيرة والربيع العربي الذي امتد في سوريا أضحت الحدود التركية الجنوبية الشرقية والجنوبية مصدر تهديد للأمن الإقليمي.

أشارت الصحيفة ياسمين إلى أن تركيا عانت من العمليات الإرهابية منذ عام 1984، وبعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 ونشوء فراغ في السلطة سمح لتنظيم بي كي كي بتغيير اسمه وشكله وامتداداته عبر تنظيمي "ب ي د" و"ي ب ك" بدعم أجنبي واضح لانتشاره في المنطقة، فيما تم تسليح هذه التنظيمات بالكامل وتدريبها وتجهيزها عسكريًا، مما يدل على استهداف تركيا على أمد بعيد. 

ولذلك اضطرت تركيا، حسب ياسمين، إلى تغيير سياستها في الحرب ضد الإرهاب، الذي استغل سياستها الديمقراطية بشكل خاطئ وخاصة في جنوب شرق تركيا الذي شهد عمليات إرهابية وحفر خنادق ووجود تنظيمات تحاول الحصول على حكم ذاتي يهدد وجود وأمن تركيا. ولكي تأخذ الجمهورية التركية على عاتقها تطهير هذا الإرهاب ودفعه خارج حدودها وبمحاذاتها، قامت أولًا بعملية درع الفرات ومن ثم غصن الزيتون اللتين انتهتا بنجاح، لتنتهي نسبيًا أحلام الإرهابيين المدعومين من الخارج بالتمدد في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تجري فيها هذه الأيام سباقات الحصول على مصادر الطاقة.

وذكرت أنّ محاولات الإرهابيين إنشاء دولة إرهابية انتهت أيضًا بعملية نبع السلام التي قضت على هذه المحاولات، وهذا يعني أيضًا إعادة توزيع الأوراق في سوريا، وفي كل مناسبة أكدت تركيا على أنها لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودها، و في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 أوقفت تركيا عملية نبع السلام وفق الوعود الدبلوماسية التي منحت لتركيا بأنها تستطيع تجهيز الحملة مجددًا إذا لم تفِ أمريكا بوعدها هي الأخرى.

وأوضحت ياسمين أن عملية نبع السلام تندرج تحت حق تركيا المشروع في الدفاع عن أمنها والأمن الإقليمي للمنطقة، وأن القوانين الدولية واتفاقيات الأمم المتحدة والناتو توضح هذا الحق بشكل صريح، ولم تقتصر أهداف عملية نبع السلام على حماية الأمن القومي التركي من تنظيمات "بي كي كي" و"ب ي د" و"ي ب ك" و"ك ج ك" وداعش فحسب، وإنما أمنت احتمال عودة ملايين اللاجئين الذين هجرتهم هذه التنظيمات بأمان إلى بيوتهم. لن تسمح تركيا لهؤلاء المنظمات أبدًا بالتحول إلى دويلات، وقد سعت عملية نبع السلام إلى حماية وحدة الأراضي السورية وبالتالي تأمين إمكانية عودة المواطنين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم بشكل آمن، بحيث تلافت تركيا نتيجة للعملية تهديدًا جيوسياسيًا كبيرًا، وجهزت بذلك قاعدة متينة لإعادة ما يقارب مليون اللاجئ إلى بلادهم بشكل آمن.

ويذكر أن ياسمين أسان صحفية تركية كتبت عشرات المقالات الصحفية المؤثرة والمتنوعة في مواضيعها، وهي خريجة علاقات دولية وإعلام، ومتخصصة في السياسة الخارجية. وقد شغلت منصب محررة صحفية في جريدة الفجر الجديد التركية لعدة سنوات، كما تنتج وتقدّم حصة إذاعية على راديو "تي ري تي" بعنوان "صوت تركيا  للعالم"، وتعمل حاليًا محررة في صحيفة يني شفق التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!