محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

يعتبرالعراق بلدًا مهمًا ومحوريًا في الشرق الأوسط وفي العالم قديمًا وحديثًا، إذ يحتفظ بموقع استراتيجي يربط آسيا بأوروبا، فهو يربط تركيا مع مع شبه الجزيرة العربية ودول الخليج وكذلك يربط إيران مع بلاد الشام مثلما يربطه مع دول الخليج.

والعراق  واحد من أغنى الدول بموارده الطبيعية والبشرية، حيث حباه الإله بخيرات فوق ترابه وتحت ترابه والعديد من المنظرين الاقتصادين يرون أن استقرار العراق هو يمثابة الجنة الوارفة على الأرض من ناحية الاستثمار الاقتصادي العالمي.

لقد أثبت التاريخ المعاصر أن طبيعة الوضع السياسي والأمني في العراق له تأثير مباشر على كل دول المنطقة إضافة على الأمن العالمي سواء في حالة السلم والحرب، والاستقرار في العراق بيضة القبان التي ترجح كفة الاستقرار في إقليميًا ودوليًا.

بعد عام 2003، شهد العراق العديد من الظواهر والتطورات، حيث استجدت وترعرت الطائفية والنزاعات الداخلية والتحارب الطائفي والعرقي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ضعف دور الدولة المركزي، وأصبحت المدن العراقية تتمتع باستقلالية تشريعية إدارية وكذلك تم التحول إلى اقتصاد السوق، مع توفر حرية إعلامية وصحفية في بادئ الأمر.

استمرت الأوضاع العراقية الأمنية والاقتصادية والسياسية بعد سنوات من الاحتلال وسقوط النظام بالتراجع اقتصاديًا وأمنيًا وسياسيًا حتى وصلت إلى مستويات يصعب التكهن في نهاياتها. وفي تلك الفترة وفي عام 2011 انسحبت القوات الأمريكية من العراق مخلفة إرثًا ثقيلًا من المشاكل مع توجيه خاص بتحويل معظم الأمور والملفات إلى دولة إقليمية لها مصلحة خاصة ببقاء العراق ضعيفًا على طول الخط.

ولأهمية العراق وتأثيره المباشر على الاستقرار الإقليمي ولأهمية قراءة الملف العراقي والتجربة العراقية الحاصلة، وخصوصًا بعد التدخل الإيراني بصورة عامة ونظرًا لتردي الأوضاع بشكل كبير في كافة الميادين فقد قام مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) وبالتعاون مع جامعة حاج بيرام في أنقرة عقد مؤتمر حول العراق بعد 2011، وهو تاريخ انسحاب القوات الأمريكية من العراق والاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

المؤتمر الدولي حول العراق هو بعنوان (العراق بعد عام 2011)، وذلك لغرض مناقشة الواقع الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي والتحول الاجتماعي والعلاقات الخارجية للبلاد والعلاقات الإقليمية والدولية في العراق وكذلك السياسة العراقية وآفاق المستقبل.

يهدف المؤتمر إلى جمع العلماء والخبراء لتقديم الأوراق البحثية والدراسات الأكاديمية التي تتناول شؤون العراق وعلاقاته الدولية والإقليمية.

تشكلت اللجنة المنظمة للمؤتمر من الدكتور احمد أويصال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) والرئيس الفخري الدكتور يوسف تكين رئيس جامعة حاج بيرم في أنقرة، ومنسق شؤون العراق في مركز أورسام  الأستاذ بيلجاي دومان.

افتتح المؤتمر الدكتور أحمد أويصال الذي رحب بالسادة الحضور الذين تحملوا عناء السفر وحضروا إلى العاصمة التركية أنقرة متمنيًا لهم طيب الإقامة والتوفيق، كما أكد على أهمية الدولة العراقية الجارة لتركيا والعلاقات التاريخية بين البلدين، ثم ألقى الدكتور يوسف تيكين الرئيس الفخري للمؤتمر ورئيس جامعة حاج بيرم كلمة أوضح فيها أهمية المؤتمر وأهمية قراءة الوضع العراقي بصورة عامة، ثم ألقى الكتور حسن الجنابي السفير العراقي في تركيا كلمة ثمن فيها الدور الكبير لمركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) حيث ذكر بأن هذا المؤتمر هو الخامس في سلسلة الندوات والنشاطات للمركز خلال هذه السنة والتي تركز على الشأن العراقي، ألقى بعده الأستاذ أيدن معروف وزير الدولة في إقليم شمال العراق ثمن فيها انعقاد المؤتمر وأهميته خصوصًا في ظل التطورات الهامة في العراق، وأخيرًا ألقى وكيل وزير الخارجية التركي ياووز سليم كلمة عبر فيها عن سعادته لانعقاد المؤتمر وكذلك شدد على الروابط التاريخية والدينية والاجتماعية بين أبناء البلدين الجارين، متمنيًا التوفيق للبلد الجار وأن يخرج العراق من الظروف الصعبة والمعقدة.

عقدت أولى محاور الدراسات على مدرجات كلية الآداب حيث ألقى فيها كل من الدكتور منقذ داغر مدير المعهد الإحصائي والمنسق في أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العراق، والدكتور ماهر النقيب من جامعة تشانكايا في أنقرة والدكتور خالد العرداوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء في العراق... ثم توالت انعقاد الدراسات والبحوث للأساتذة في ثلاثة مدرجات. اهتمت تلك الدراسات بالشأن العراقي من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلاقاتها مع الدول الإقليمية ودول الجوار، وسيكون يوم غد الثلاثاء هو اليوم الثاني والأخير للمؤتمر.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس