ترك برس

اضطرت ميليشيات الانقلابي خليفة حفتر، إلى إطلاق سراح البحارة الأتراك الذين كانوا على متن سفينة تعطلت قبالة السواحل الليبية قبل أيام، وذلك في ظل فشلها مرة أخرى في اقتحام العاصمة طرابلس ضمن ما تسميه بـ"ساعة الصفر".

ونقلت "أسوشيتد برس"، عن الناطق باسم الميليشيات أحمد المسماري، قوله إن البحرية الليبية احتجزت السفينة "لأنها دخلت المياه الإقليمية الليبية من دون إذن مسبق".

وقال المسماري إنه لم يجر العثور على أسلحة في السفينة التي تحمل علم غرينادا، وكانت تنقل شحنة دقيق من مالطا إلى مدينة الإسكندرية المصرية.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر دبلوماسية تركية أن ميليشيات حفتر قامت بأعمال تفتيش على سفينة طلبت الاقتراب من الساحل الليبي بسبب عطل تقني، ويضم طاقمها 3 مواطنين أتراك.

ونقلت وكالة الأناضول عن المصادر قولها إن وزارة خارجية تركيا وسفارتها لدى طرابلس، وقنصليتها العامة في مدينة مصراتة (غرب)، تتابع عن كثب التطورات بشأن المواطنين الأتراك الذي كانوا ضمن طاقم السفينة.

من ناحية أخرى، أعلن المسماري، عن تمديد مهلة الأيام الثلاثة التي حُددت لمقاتلي مدينة مصراتة للانسحاب من طرابلس وسرت، لثلاثة أيام أخرى.

والجمعة، توعد المسماري باستمرار قصف مدينة مصراتة يوميا بالغارات الجوية في حال لم تنسحب قوات المدينة من طرابلس وسرت، في مدة ثلاثة أيام كان من المفترض أن تنتهي مساء الأحد.

لكن قوات حفتر أعلنت تمديد المهلة التي منحتها لمدينة مصراتة غرب ليبيا ثلاثة أيام أخرى من أجل سحب قواتها من المحاور الجنوبية للعاصمة طرابلس ومدينة سرت وسط البلاد.

وبحسب تقاير إعلامية، عاد المسماري ليقول إن هذا التجديد جاء بعد تواصل من شخصيات من مدينة مصراتة، متعهدا بعدم التعرض للقوات المنسحبة إلى حين انتهاء المدة.

أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، الأحد، رفضها للمهلة التي حددتها قوات الشرق الليبي التي يقودها اللواء خليفة حفتر، لانسحاب قوات مصراتة من مدينتي طرابلس وسرت، غربي البلاد.

وقال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة الليبية، إن "تمديد قوات حفتر مهلتهم لقوات مصراتة للانسحاب ما هو إلا مبرر لفشلها بساعة الصفر لاقتحام طرابلس، التي تم الإعلان عنها سابقا".

ونفى المجعي، في تصريح لوكالة الأناضول، تصريحات للناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، قال فيها إن وفدا يمثل مدينة مصراتة دخل بمفاوضات معهم.

وأشار المجمعي إلى أن المدينة أعلنت في وقت سابق، حالة النفير واختارات المواجهة وصد عدوان حفتر على العاصمة.

وفي 12 من الشهر الجاري، وبعد 8 أشهر من فشل قواته في اقتحام العاصمة الليبية أعلن حفتر، بدء "المعركة الحاسمة" للتقدم نحو قلب طرابلس، دون حدوث أي جديد على الأرض.

وسبق لحفتر أن أصدر إعلانات مماثلة أكثر من مرة، دون أن يتحقق ما وعد به، وعندما بدأ الهجوم على طرابلس، في 4 أبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثرا.

أجهض هجوم حفتر على طرابلس جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للحوار بين الليبيين.

المهتم الليبي بالشأن السياسي، عبد الحميد المنصوري، يرجح أن إعلان تمديد المهلة يعني "فشل حفتر في تنفيذ وعيده"، معتبراً أن "الاعتراض الأميركي الوارد في لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية على اعتداء حفتر على مصراتة واضح جداً".

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس قد أبدت، في تصريحات لها أخيراً، قلقها من تهديد قوات حفتر بـ"استخدام الأصول الجوية الأجنبية" والمرتزقة لمهاجمة مصراتة.

ويرى المنصوري، أن مهلة حفتر التي أعلنها سابقاً، ومددها أمس، تحمل مضامين عديدة، منها قناعته هو وحلفائه في أبوظبي وغيرها بأهمية مصراتة في المعركة، وأنه "يجب تحييدها".

ويؤكد أيضاً أن "تمديد المهلة واللعب على وتر وجود مفاوضات مع قادتها يعني رغبته في التفاوض معها، بعد أن غازلها في بيانات سابقة". بحسب صحيفة العربي الجديد.

وبحسب معطيات الميدان، أوضح المنصوري أن "حفتر فقد المبادرة، وإثباتات فشله تتزايد كل يوم، مؤكدة عدم قدرته على إحراز أي جديد عسكري، لا في مصراتة ولا غيرها". 

واعتبر أن "حفتر وحلفاءه باتوا على قناعة بأن تصريحات المتحدثة الأميركية تعني رغبة واشنطن في تجميد الأوضاع حتى الوصول إلى موعد انعقاد القمة الدولية". 

وأكد أن "بيانات حفتر ومهله الممددة لا تعني شيئاً سوى رغبة فاشلة ومكشوفة للتفاوض مع مصراتة بغية تحييدها".​

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!