كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

قبل عامين ونحن على أعتاب عيد نيروز نادى عبد الله أوجلان بالسلام في السياسة الكردية، وناشد التنظيم المسلح بالخروج من حدود تركيا، وقابلت تركيا نهاية المشهد الدامي الذي استمر 30 عاما بترقب كبير. ولكن تنظيمات حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي الممثل السياسي للأكراد لم تستجب لطلب أوجلان.

ومن جهة أخرى تكلم أردوغان عن السلام مع الأكراد وأقنع تركيا والأرضية المعارضة له من حزبه بأهمية هذا السلام.

والآن وفي عيد نيروز سيكرر أوجلان دعوته للسلام المنشود إلى الفئات الكردية، ولن يكون الأمر سهلا عليه، فلم تتراجع معارضتهم للعملية بل على العكس ازدادت في العامين الآخرين.

ودفعت الأوساط التي تعمل على توجيه السياسة في تركيا بزعيم الحزب الكردي "صلاح الدين دميرطاش" إلى الأمام لتمنحه القوة التي يواجه بها أوجلان.

وعملت التنظيمات المسلحة المختبئة في جبال قنديل على دعم صلاح الدين دميرطاش لتتراجع أهمية أوجلان، مغيرة بذلك مركز الثقل في السياسة الكردية.

وأصبح هذا المركز الجديد ينتج سياسات بديلة لسياسة أوجلان ويضيقها شيئا فشيئا.

وليست المقالات والأخبار التي تحط من سجين جزيرة إيمرالي "أوجلان" وتكتب وتذاع بشكل منظّم إلا دليل على ذلك وليس من الصدفة في شيء أن يكون المقربون من مسلحي قنديل وإدارة حزب الشعوب الديمقراطي هم وراء هذه المقالات، إذ إن عداء عملية الصلح تجمعهم.

* * *
هل يستطيع عبد الله أوجلان أن يقف في وجه مركز القوة الجديد في السياسة الكردية؟ وأوجلان رغم المحاولات الهائلة لتحجيمه لا يزال العامل الفعال في السيياسة الكردية والرجل المسموع من قبل الأرضية الشعبية.

وأوجلان لم يعد وحده كما كان في الماضي فهناك قوة عالمية تبسط سيطرتها على مسلحي قنديل وحزب الشعوب الديمقراطي، تدعم من الداخل والخارج.

فعقل السياسة الكردية يتجلى وتتضح معالمه ليس في ديار بكر وجبال قنديل بل في أمريكا وبروكسل وإسطنبول.

ومنذ اليوم الذي بدأت فيه عملية المصالحة الوطنية مع الأكراد والتعريف الجديد للعلاقات التركية – الكردية يريدون إيقاع تركيا في الإنقلابات، وما حدث في العامين يثبت ذلك.

فمحاولات الانقلاب في 17-25 كانون الأول / ديسمبر، وأحداث حديقة غازي لم تخطط إلا في هذه المراكز، وعندما لم تحالف خططهم النجاح توجهوا إلى أمريكا وبروكسل وهذا يظهر أن العقل المدبر لهم هناك.

ومن الملفت للنظر اعتبار "عبد الله أوجلان" أن فتح الله غولن هو امتداد الكماليين (أنصار كمال أتاتورك) في حركة النور.

ويؤكد صحة هذا التشبيه تقارب صحيفتي جمهوريت العلمانية وزمان التابعة لجماعة غولن، فقد تقارب الكماليون وجماعة غولن ليصبحا قطعة من جسد واحد.

وقد لعب الكماليون هذا الدور من قبل فقد تحالفوا في الأوقات الحرجة مع اليسار في تركيا

يلعب الكماليون الدور نفسه مع المتدينين واليساريين واليوم في السياسة الكردية، وصلاح الدين دميرطاش اسم مقحم على الحركة الكردية، يحاول تخريب العلاقات التركية الكردية والسلام التاريخي المنتظر.

ويقود دميرطاش الحركة الكردية إلى مغامرة كبيرة بتعزيز العداء الكبير في  تركيا. لقد قربتهم الديناميكيات الداخلية للحركة الكردية إلى السلام، ولكن العوامل الخارجية أبعدت في دميرطاش عن السلام، آمل أن يستيقظوا قبل فوات الأوان.

 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس