هاكان جليك – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تركيا جارة بلدان تشهد أكثر الحروب دموية في العالم. لا يقتصر عدم الاستقرار على المآسي الإنسانية، بل يتسبب أيضًا في خسارتنا مليارات الدولارات في المجالات السياحية والتجارية والاستثمارية. 

الضرر الأكبر يلحق بتركيا. لهذا ينبغي عليها أن تكون يقظة وحذرة ومتزنة، وأن تتخذ المقاربات وهي تفكر بمصالحها على المدى البعيد. 

ربما تغير الولايات المتحدة في المستقبل سياساتها تجاه المنطقة تمامًا، لكن هذه منطقتنا، وينبغي علينا أن نتخذ مواقف متزنة جدًّا من الخطوات التي تستهدف إيران. 

ويتوجب على أنقرة خصوصًا أن لا تكون طرفًا أبدًا في الصراعات الطائفية سواء بين الدول العربية أو بين هذه الأخيرة وإيران. 

وبينما تعمل تركيا على إصلاح ما فسد من علاقاتها مع الولايات المتحدة من جهة، يمكنها أن تتخذ موقفًا لا تخسر معه جارتها إيران، من جهة أخرى. 

حال أوروبا

تتابع أوروبا التطورات الأخيرة وكأنها تريد أن تنأى بنفسها عن ما يحدث، ولا ترغب بأن يكون لها دور. ليس لأوروبا أقل تأثير على مسار الأحداث وتكتفي بدور المتفرج. 

كل ما يهم البلدان الأوروبية هو أن لا ينغص عليها أي شيء طيب العيش. كل ما تريده هو وقف الهجرة نحوها لكن اكتفاءها بالتفرج على هذه النار المشتعلة بالقرب منها لن يوقف الهجرة أو الإرهاب. 

الطائرة الأوكرانية

اشتعلت طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية وهي في الجو على ارتفاع 2600 متر وتحطمت على الأرض بعد 9 دقائق من إقلاعها من طهران في طريقها إلى كييف. 

أعلنت السلطات الإيرانية بعد تحطم الطائرة مباشرة أن الحادث سببه "عطل فني". لا يمكن تحديد العطل الفني بهذه السرعة. يتوجب أن يفحص الخبراء الصندوق الأسود من أجل فهم سبب السقوط. 

المعطيات الواردة منذ إقلاع الطائرة، وعمرها 3.5 أعوام، تشير إلى أن كل الأمور كانت طبيعية ولا يوجد أي حالة استثنائية في ظروف الطقس. 

مع الوضع في الاعتبار التطورات في المنطقة وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي وحرب الصواريخ، ينبغي حتمًا ألا نستبعد احتمال سقوط الطائرة بصاروخ. كما أن بعض الخطوط الجوية قررت إيقاف رحلاتها إلى المنطقة. 

تدافع في مراسم التشييع

يشير ما حدث في مراسم تشييع قاسم سليماني أنه ليس من السهل تغير حال الشرق الأوسط. لقي 56 شخصًا حتفهم في تدافع خلال مراسم التشييع.

يجب الوضع في الحسبان احتمال حدوث تدافع عند السماح لملايين الأشخاص بملء منطقة محددة دون تنظيم، لكن حكومة طهران لم تتخذ التدابير اللازمة وتجاهلت سلامة المشاركين في ظل سخونة الوضع، لتركز على الرسائل الموجهة إلى الرموز والعالم. مرة أخرى نرى أن حياة الإنسان ليس لها قيمة في الشرق الأوسط.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس