ترك برس 

قال المحلل الاستراتيجي والدبلوماسي الإسرائيلي السابق، يهوشع كراسنا، إن احتمال وقوع صدام بحري بين تركيا وإسرائيل، آخذ في الازدياد، نظرا لافتقار الطرفين إلى آلية لإدارة الأزمات بينهما، بعد تجميد العلاقات الدبلوماسية والعسكرية. 

وأقر كراسنا في مقدمة مقال نشره موقع المونيتور بأن حماس نتنياهو لمشروع غاز شرق المتوسط، لا أساس له، لأن الجدوى الاقتصادية للمشروع ليست واضحة بالنظر إلى فوائض الغاز الحالية وانخفاض سعر الغاز. كما تثير التحديات التكنولوجية وأمن أطول خط أنابيب تحت الماء في العالم مخاوف خطيرة.

ورأى أن إعلان أنقرة عن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا بقيادة فايز السراج، يزيد من التوتر بين أنقرة وتل أبيب، بعد أن هددت القوات البحرية التركية سفينة أبحاث إسرائيلية في المناطق المتنازع عليها، وأمرتها بالمغادرة. 

وأضاف أن هدف تركيا الواضح من الاتفاق مع ليبيا هو تجاوز منتدى الغاز الإقليمي وعرقلة الطريق المستقبلي لخط أنابيب الغاز إلى إيطاليا وأوروبا الغربية، وبالتالي تحطيم آمال قبرص وتثبيط المستثمرين المحتملين ومطالبة الأطراف بمشاركة أنقرة.

ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن الجهود المشتركة الأخيرة التي قام بها الرئيس الروسي بوتين، رغم دعمه لخليفة حفتر، والرئيس التركي أردوغان، لتحقيق وقف لإطلاق النار في ليبيا، تشير إلى نجاح الرهانات التركية.

وتساءل كراسنا: "هل من الممكن أن يخرج التنافس التركي الإسرائيلي عن السيطرة؟". ويجيب بأن "إسرائيل تعد تركيا تحت حكم أردوغان منافسًا لها، وإن كانت عدوا ثانويا بالنسبة لأعدائها الأكثر إلحاحا وعنفا".

واضاف أن نتنياهو وصف تصدير النفط بأنه حيوي "للأمن الاقتصادي طويل الأجل لإسرائيل، وأن التعاون في مجال الغاز في الشرق الأوسط والتحالف الثلاثي  يعد عنصرًا رئيسيًا في رؤيته طويلة المدى لإسرائيل كقوة إقليمية عظمى، ولكن محاولات تركيا لإفساد هذا الإنجاز، قد يجعلها تهديدًا على مستوى أعلى". 

وزعم كراسنا أن "إسرائيل لا تهتم بالعداء الواضح مع تركيا"، مضيفا أن "التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى تهديد التجارة البحرية الحيوية لإسرائيل، كما أن المواجهة بين إسرائيل وعضو في الناتو هي سيناريو مرعب".

واستبعد كراسنا في ختام مقاله أن "تنشر إسرائيل وتركيا قواتهما البحرية قريبًا بهدف إبراز قوتهما الوطنية وحماية أصولهما الحالية والمحتملة".

 لكنه استدرك أن أهمية قضايا الغاز والنقل البحري لكلا الطرفين، والافتقار إلى آليات كافية لإدارة الأزمات بينهما بسبب العلاقات المتجمدة في المجالات الدبلوماسية والعسكرية، والحاجة إلى أن يقدم الزعيمان نفسيهما على أنهما حازمين، تشكل احتمالا لصدام بحري يمكن أن يتصاعد. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!