ترك برس

وصل الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد، إلى الجزائر في زيارة رسمية، ضمن جولة إفريقية تشمل أيضاً غامبيا والسنغال.

الزيارة تحظى بأهمية كونها أول زيارة لرئيس دولة إلى الجزائر منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وهيمن الجانب الاقتصادي والتجاري، على محطات أردوغان خلال زيارته للجزائر ولقائه بنظيره هناك، ومسؤولين آخرين.

ولعلّ أبرز ثمار الزيارة، كانت إعلان البلدين اعتزامهما توقيع اتفاقية تجارة حرة، وتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى، فضلاً عن اتفاقيات ومعاهدات أخرى.

وتعد الجزائر أول شريك اقتصادي لتركيا في القارة الإفريقية، كما أن أنقرة تملك أكبر حجم من الاستثمارات في هذا البلد المغاربي والتي هي في حدود 3.5 مليار دولار.

وفي كلمة له خلال منتدى الأعمال التركي الجزائري الذي أقيم بأحد فنادق العاصمة الجزائر، قال أردوغان إن بلاده والجزائر تمضيان قدما في اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بينهما، وفقاً لما نقلته "الأناضول".

وأضاف أردوغان مخاطبا رجال الأعمال الأتراك والجزائريين: "تركيا والجزائر ستواصلان السير بخطى سريعة وثابتة لتحقيق هدفهما المشترك، ولتحقيق أهدافنا الاقتصادية، ينبغي أولا إزالة العوائق التي تحدّ من إمكاناتكم".

وتابع: "عدم وجود اتفاقية تجارة حرة بين تركيا والجزائر رغم الروابط القوية والمتجذرة يعد نقصا كبيرا، لكن إن شاء الله سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة".

وأفاد بأنه قرر مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 5 مليارات دولار، وتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى بين البلدين، معرباً عن ثقته بأن مجلس التعاون المذكور سيحقق قفزات كبيرة في العلاقات بين البلدين.

وذكر أن الشركات التركية أنجزت 377 مشروعا في الجزائر بقيمة 16.1 مليار دولار، وأن الشركات التركية تحتل المركز الثامن كأكثر شركات تنفيذا لمشاريع التعهدات في الجزائر.

وتطرق إلى الطفرات التي حققتها تركيا في تصنيع وتصدير المنتجات الدفاعية بدءا من الطائرات المسيرة المسلحة، مرورا بالسفن الحربية والطائرات التدربية وصولا إلى المروحيات ومعدات أخرى، مؤكداً رغبة تركيا في تعزيز التعاون مع الجزائر في مجال الصناعات الدفاعية في هذه الفترة التي تشهد توترات إقليمية.

وشدد على أن تركيا تهدف لرفع حجم التجارة مع القارة الإفريقية إلى 50 مليار دولار، مؤكدا أن الجزائر تعد أهم بوابة لتركيا إلى المغرب العربي وقارة إفريقيا.

بدوره، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنه اتفق مع نظيره التركي على "رفع المبادلات التجارية بين البلدين التي تقدر حاليا بـ 3 مليارات دولار فوق عتبة 5 مليارات دولار في القريب العاجل".

وأكد أنه سيكون هناك تواصل دائم بين السلطات والوزراء وخاصة وزيري خارجية البلدين "من أجل إزالة أي سوء فهم".

أما رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، قال إن أرقام التبادل الاقتصادي والتجاري بين بلاده وتركيا "لا تعكس قدرات البلدين".

وخاطب في كلمة له خلال افتتاح منتدى الأعمال الجزائري التركي بالعاصمة الجزائرية، الذي ترأسه رفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخير قائلاً: "الجزائر تثمن لكم استعدادك الشخصي وشركات تركيا للاستثمار في بلادنا (..) حضوركم بيننا يحمل دلالة قوية ورمزية لتطوير التعاون الشامل بين البلدين".

وعن المنتدى، أكد جراد أنه "أتاح دراسة عدة اتفاقيات وعددا منها بلغ مرحلة النضوج لتوقيعها وتطبيقها في أقرب الآجال".

وتابع: "يمكن أن أذكر على سبيل المثال، اتفاقيات حماية الاستثمار وحماية المستهلك، ومراقبة نوعية المنتجات، والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والبحث العلمي".

ولفت جراد إلى أن الاجتماع القادم للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي الذي سينعقد بالجزائر هذا العام، سيشكل "فرصة لتكريس عملنا المشترك".

وفي وقت سابق من الأحد، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الجزائر ضمن جولة إفريقية تشمل أيضاً غامبيا والسنغال.

ويرافق أردوغان في زيارته للجزائر، عقيلته أمينة، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك.

كما يرافقه، وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!