ترك برس

في 17 شباط/ فبراير من عام 1959 وفي أجواء العاصمة البريطانية لندن، تعرضت طائرة تقل وفدًا تركيًا رسميًا برئاسة رئيس الوزراء آنذاك عدنان مندريس لحادث. نجا مندريس من الحادث، وعاد إلى الوطن في 26 من شهر شباط نفسه، وأرسل بعد عودته رسالة صوتية للشعب التركي عبر إذاعة “TRT إسطنبول”.

كان الهدف من زيارة الوفد التركي إلى بريطانيا بحث المشكلة القبرصية مع رئيس وزراء بريطانيا آنذاك هارولد ماكميلان. وقد سقطت الطائرة في منطقة غابات كثيفة، وبعد تمكن مندريس من الابتعاد عن الحطام المحترق أغاثه مزارعون محليون، ونقلوه مع ناجين آخرين بسيارة أحد المزارعين إلى مستشفى “ريدهيل”.

توفي في حادث تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية التركية في لندن 14 شخصًا وجُرح 10 أشخاص. وتعافى مندريس سريعًا، وعاد إلى تركيا في غضون عشرة أيام حيث استقبله في المطار حشد كبير ابتهاجًا بعودته، ووصل من المطار إلى الفندق خلال 4 ساعات، حيث وجه رسالته إلى الشعب التركي من غرفته بالفندق عبر إذاعة “TRT إسطنبول”.

وقد كُشِفَ النقاب عن هذا التسجيل الصوتي التاريخي بعد 61 عامًا من الحادثة، حيث كان محفوظًا في أرشيف إذاعة “TRT إسطنبول”، ومما جاء فيه:

"هنا راديو إسطنبول. مستمعينا الكرام، بعد مراسم الترحيب الرائعة في الساعة 18:05 مساء، تكرم السيد عدنان مندريس بعد عودته من لندن بالطائرة، بقبول استضافة فريق المقابلة في شقته بفندق بارك، وقدم الرسالة التالية لجميع المواطنين”.

وهنا يتحدث رئيس الوزراء عدنان مندريس: "عدت في هذا المساء إلى تراب الوطن المبارك، إلى إسطنبول الجميلة. لقد تحمّست بشوق للحظة لقائي الاستثنائي بوطني وشعبي بعد تعرضي للحادث وكأنني لم ألتقيهم منذ عصور. وإلى جانب حماسي للقاء، يجب أن أعبر على الفور عن حزني لفقدان أصدقائي الذين أدعو الله أن يرحمهم. قلبي يرفرف بيدي بمشاعر متناقضة صعبة للغاية، وأنا أعرب لكم عن أسفي لعدم قدرة قلبي على التحمل، فإن ذكرى فقدانهم حزينة جدًا“.

ويتابع قائلًا: “أود أن أعبر عن امتناني لما شكله هذا الاستقبال الحاشد من عزاء لي وتخفيف عني. أشكركم على هذا الاستقبال الاستثنائي. لقد استقبلني مواطنون أحبة من أهالي إسطنبول وأهالي المدن على طول الطريق من المطار إلى الفندق. غمرني هذا الاستقبال لشخصي المتواضع باللطف والامتنان، ولن أنسى أبدا هذه الذكرى الاستثنائية في حياتي. وأنا أطمح أن أكون مستحقًا لمحبة أبناء الشعب وحماسهم الاستثنائي. وإني أعُدّ هذا التوفيق أعظم نعم الله تعالى علي”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!