ترك برس

نشر موقع المونيتور تقريرًا عن الدور الكبير الذي اضطلع به جهاز الاستخبارات الوطنية التركية وفرق القوات الكوماندوز في توجيه ضربة قوية لقوات النظام السوري خلال عملية درع الربيع، ردًا على مقتل 34 عسكريًا تركيًا في قصف لقوات النظام. 

ويستهل التقرير بالإشارة إلى أن منتقدي الرئيس أردوغان بسبب قبوله وقف إطلاق النار في الخامس من آذار/ مارس، أخفقوا في ملاحظة حقيقة أساسية: لولا قوات الجيش التركي ومنظمة الاستخبارات الوطنية (MIT)، لكانت أنقرة قد تعرضت لهزيمة خطيرة في سوريا وعلى الساحة الدولية.

وأوضح أنه في حين أرجعت وسائل الإعلام العالمية الفضل إلى الطائرات المسيرة في وقف هجوم النظام وحلفائه، فقد ساهمت مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة وعمل المخابرات في النجاحات الجزئية للعملية العسكرية التركية الأخيرة في شمال غرب سوريا التي أطلق عليها درع الربيع. 

العامل الأول هو قدرات أنقرة في مجال إستخبارات الإشارات (Signals intelligence (SIGINT الذي يعني اعتراض اتصالات الجانب المقابل (الهواتف وأجهزة الراديو والبث عبر الأقمار الصناعية والبصمة الإلكترونية وخاصة الرادارات، وإنتاج معلومات استخباراتية عملية حيثما أمكن).

وقال ضابط سابق في جهاز الاستخبارات التركية لـ"المونيتور" بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الجيش التركي عهد بقيادة أنظمة الإلكترونيات إلى جهاز الاستخبارات في عام 2012 الذي أعاد هيكلتها لتصبح مديرية استخبارات الإشارة، وتوسعت قدرات SIGINT في تركيا توسعًا كبيرًا. 

وأضاف أن: "تركيا اتخذت خطوات ناجحة في الآونة الأخيرة في تطوير مركبات جوية مأهولة وغير مأهولة وتدمير الإرهاب أو الأهداف العسكرية في البلدان الأجنبية من خلال وحدات أرضية. واضطلعت الاستخبارات بدور في كثير من المجالات في سوريا منذ البداية... بما في ذلك عملية إدلب الأخيرة".

وينوه المونيتور إلى أنه إلى جانب نجاح طائرات "أنكا" و"بيرقدار تي بي تو" في اختراق المجال الجوي السوري وتنفيذ ضربات عقابية ضد نظام الأسد وحلفائه، كانت طائرة الإنذار المبكر والسيطرة E-7 المحمولة جوا (التي تحمل الاسم الرمزي Peace Eagle) والطائرات بدون طيار التكتيكية الخاصة صاحبة الفضل في تحديد الأهداف. 

وبفضل التنسيق العالي بين الجيش التركي وجهاز الاستخبارات وبين وحدات الجيش، تمكنت طائرات F-16 من إسقاط طائرتين من طراز Su-24s السورية في الأول من آذار/ مارس دون دخول المجال الجوي السوري.

كما أن هناك دعمًا إضافيًا للضربات العقابية التركية ضد القوات السورية جاء من منصات مثل الجيل الجديد من المدفعية ذاتية الدفع T-155، وكثير من أنظمة الصواريخ متعددة اإاطلاق، والتشويش الأرضي KORAL.

العامل الثاني الذي ساعد تركيا على تجنب وقوع كارثة في سوريا كان "كوماندوز التجسس".

ويوضح الموقع أن قوات الجيش التركي وجهاز الاستخبارات عملا على طول خطوط مماثلة في شمال غرب سوريا ما بين 1-5 آذار/ مارس. نفذت الطائرات بدون طيار العسكرية التركية الكثير من القتال في إدلب بدعم من الاستخبارات، وشنت كثيرًا من الهجمات ضد أهداف سورية بارزة، وكان ذلك بدعم من الذكاء البشري في المدرسة القديمة.

ووفقًا للضابط السابق في جهاز الاستخبارات التركية، إلى جانب قدرات SIGINT والوحدات العسكرية على أرض الواقع، فقد كانت أدوات جهاز الاستخبارات خاصة أعضاء جماعات المعارضة المسلحة أو عملاء المخابرات الذين تم زرعهم في هذه المجموعات، مفيدة في تحديد الأهداف السورية.

لكن محلل دفاعي وأمني في إسطنبول، تحدث إلى "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته، عبر عن شكوكه في دور القوات الخاصة التركية في تدمير أهداف في شمال غرب سوريا، شملت الدبابات وناقلات الأفراد والمدفعية والأنظمة الجوية قصيرة المدى.

وقال: "لم يكن أي من الأهداف تقريبًا التي ضربها الجيش التركي يستلزم عملًا استخباراتيًا دقيقًا من قِبل "جواسيس كوماندوز". لا يستحق أي من هذه الأهداف خطر نشر وحدات القوات الخاصة".

 لكن الخبير حدد عدة استثناءات ربما تكون فيها تركيا قد استخدمت قوات "كوماندوس تجسس" أو قوات المتمردين المدربين تدريبًا عاليًا لمهاجمة قوات النظام السوري. واستشهد بالهجوم على قاعدة النيرب الجوية ومصنع الأسلحة الكيماوية في حلب، اللذين لا يقعان بالقرب من الخطوط الأمامية بين القوات التركية والسورية.

وختم المونيتور بالقول: "في التحليل النهائي، لا يمكن للمعدات الجيدة والأفراد المدربين تدريبًا جيدًا أن تفعل الكثير (اسألوا فقط القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق). لا يمكن للجنود الجيدين والجواسيس الجيدين والعتاد العالي أن يعملوا بفعالية أكبر إلا إذا تمكن قادتهم الوطنيون من حشد تلك الموارد لخدمة أهداف واقعية تعزز المصلحة الوطنية. وهذا المنظور الواقعي كان مفقودًا من سياسة تركيا تجاه سوريا منذ مدة طويلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!