ترك برس

يعلق المواطن التركي جيفري تاكر، المقيم في منطقة الفاتح، سلة من نافذة منزله إلى الشارع مملوءة بالمنتجات الغذائية ليرسم البهجة على وجوه المحتاجين.

يضع جيفري، التركي من أم تركية وأب بريطاني، المنتجات الغذائية في السلة ليأخذها من يحتاجها، وفي نفس الوقت من يرغب بالمساعدة يضع بداخلها ما يشاء، وكتب فوقها هذه العبارة: "ليضع من يستطيع، وليأخذ من يحتاج".

استوحى جيفري، المولود في إسطنبول والذي يقيم في شارع "جامجي تشيشمة" في حي "بلاط" بمنطقة الفاتح منذ سبع سنوات، فكرته مما شاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مدينة نابولي بإيطاليا.

وقال في حديث لوكالة الأناضول إنه رأى ذلك صباح يوم 2 نيسان/ أبريل، وطبقه في ظهر اليوم نفسه، وتابع قائلًا: "يتسوق معظم الناس في إيطاليا بالسلال، معلقين السلة في الأسفل خارج المنزل، وقد بدأوا بوضع بعض الحاجات الغذائية فيها بهدف مشاركتها مع المحتاجين، بعد تفشي وباء كورونا الذي أدى لتدهور الأوضاع الاقتصادية".

وأضاف تاكر: "أحببت ذلك، وبلا تردد فعلت مثلما فعلوا. أتمنى أن ينتشر هذا في الحي بأكمله، ويتوسع بشكل أكبر في جميع الأحياء. لم اكن أتوقع أنه سيجذب الانتباه بهذه السرعة، لكنه جذب الانتباه. آمل أن نتعلم جميعنا المشاركة من هذه التجربة، وفي الواقع يوجد الكثير من العوائل المحتاجة. أيضا هناك من لا يستطيع  شراء الخبز. وأتمنى أن يكون ما فعلت مثالا يحتذى به".

منذ أن وضع السلة، يضع البعض أغذية فيها، ويأخذ البعض الآخر مما وضع فيها، ويشير تاكر إلى أنه لا يرى من أعطى ولا من أخذ، وأنه شارك مع أهالي الحي فكرته عبر واتساب، وأن بعض المارين رأوها وما فيها، معربًا عن امتنانه من كل من شارك في هذه البادرة.

كما أعرب تاكر عن سعادته بسرعة نشر ما فعله على وسائل التواصل الاجتماعي، مع إنه لا يفهم منها إلا برنامج الوتساب فقط، فقد أرسل رسالة على الواتساب لكن آخرين نشروها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى حيث لاقت انتشارًا كبيرًا.

يأمل تاكر بأن يحذو الجميع في كل مكان حذوه، ويقول: "هذا الأمر لا يتعلق بي، تعجبني وجهة نظر الآخرين وتقديرهم للمشاركة، لكننا سنحتاج للمزيد من المشاركة، ومن الآن وصاعدا علينا تعلم مشاركة بعضنا. يزعجني أن أكون شبعان وأن يكون جاري أو آخرون جائعون في نفس الوقت. سيدفعنا هذا الوضع بالتأكيد شيئًا فشيئًا إلى المشاركة، ولربما يكون درسًا لنا جميعا. سأستمر بحسب قدرتي المادية بملء هذه السلة، وسأستمر طالما وجد من يأخذ منها. وكلما طالت مدة وباء الكورونا سنحتاج للسلة بالتأكيد".

وأوضح تاكر أنه يضطر إلى إدخال السلة في المطر، ويقول: "بصراحة أفكر أن أترك السلة 24 ساعة لأن البعض يخجل من أن يأخذ حاجته في النهار، فيأخذها بالليل حتى لا يراه أحد، لذلك أفضل إبقائها 24 ساعة".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!