محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يبرز أمامكم نفس الموضوع أيًّا كان ما قرأيتم وأيًّا كان من تحدثتم معه. ما يُتناقل اليوم هو التصريحات الصادرة عن أعضاء بارزين في حزب الشعب الجمهوري أومأوا فيها إلى انقلاب قادم..

وهذا ما أعاد إلى الواجهة مجددًا رسالة كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عام 2013.. 

رسالة أردوغان

قال الرئيس التركي في رسالته المذكورة: "إذا حدث وامتدت أيدٍ للاعتداء على مستقبلنا، وإذا حيكت مؤامرات قذرة من أجل إثارة الفوضى في هذا البلد، فإننا سنكسر تلك الأيدي، ونحبط تلك المؤامرات".

أعتقد أن الأمر الخاطئ في كل هذه التطورات الحالية هو أخذ التصريحات الصادرة عن الأعضاء البارزين في حزب الشعب الجمهوري على محمل الجد، وإيلاء الاهتمام بها. 

الرد الأصوب على هذه التصريحات ربما يكون وصفات علاجية من الأطباء النفسانيين. 

"الشعب الجمهوري" سيئ الطالع

بالنتيجة فإن سبب وجود أي حزب سياسي هو أن يكون بديلًا للحكومة، وأن يقدم المساهمة لإدارة البلاد في الأوقات التي لا يكون فيها انتخابات. 

بيد أن حزب الشعب الجمهوري هو بديل للحكومة بالقول فقط. لا يوجد أي مؤشر على أن الحزب قد يتمكن من الوصول لسدة الحكم في انتخابات ما. 

خلال رئاسة أحمد داود أوغلو للحكومة تدخل أردوغان وأحبط مشروع إقامة حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري. 

علينا ألا نأخذ التصريحات على محمل الجد

يحاول حزب الشعب الجمهوري التغطية على عجزه المذكور من خلال خطابات لا يستسيغها العقل، ولا يخلو بعضها من الكذب. 

في حين أن حزب الحركة القومية، ذو الأصوات الأقل من الشعب الجمهوري، أصبح شريكًا في إدارة البلاد من خلال الموقف العقلاني لزعيمه دولت باهشلي. 

في المقابل، لا يملك زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو أي تأثير في إدارة البلاد، من خلال مواقفه الشرسة وخطاباته، التي انكشف كذب بعضها. 

في مثل هذه الأجواء، من الخطأ جدًّا حمل تصريحات عضوين من الشعب الجمهوري، أومأا فيها إلى انقلاب قادم، على محمل الجد. 

هذا النوع من التصريحات يبعد الحزب، البعيد أصلًا، عن سدة الحكم. ويجب اعتبارها بمثابة محاولة لإدخال فيروس كورونا إلى السياسة. 

باختصار، على قلجدار أوغلو أن يفرض الحجر الصحي على أعضاء الحزب قصيري النظر وأن يمنعهم من التصريح. بل وأن يشد آذانهم إذا اقتضى الأمر. 

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس