ترك برس

أدى طول فترة حظر التجول منذ 4 نيسان/ أبريل، بعد إغلاق المدارس في 13 نيسان/ أبريل، إلى ملل الأطفال وابتكارهم طرقًا جديدة لقضاء وقت ممتع باللعب من شرفة إلى شرفة، وخاصة في ولاية سكاريا وسط تركيا.

مثل غيرهم من الأطفال في أنحاء تركيا وخارجها، لم يخرج أطفال منطقة "أدابازاري" التابعة لولاية سكاريا، من منازلهم ولم يلتقوا بأصدقائهم امتثالا للتدابير المتخذة لمكافحة تفشي الوباء، فحاولوا  بطرق مختلفة اللعب مع بعضهم وفقا للإمكانيات المتاحة.

وليتمكن الأطفال المتجاورون من رؤية بعضهم ولو عن بعد، ابتكروا طريقة للعب معا وللترفيه عن انفسهم. بدأت نيسا داميري ذات التسعة أعوام، التي تقيم في حي "كوروجوك" تلعب لعبة "اسم - مدينة" من شرفة منزلها مع صديقها أمير توركر، البالغ من العمر 11 عاما، الذي يعيش في البناء المقابل لها من الشرفة.

تعد هذه اللعبة التقليدية متعة الكبار والصغار، حيث يجتمع اللاعبون عبر الشرفات ليختاروا حرفًا ثم  يكتبوا الكلمات ويجمعوا العلامات، ويتلقى الأطفال مساعدة من آبائهم من حين لآخر، ويستمتع كلا الطفلين بتمضية وقتهم بما هو مفيد ومسلٍ دون أن يغادرا منزلهما، حتى أن السكان المحيطين بهما يستمتعون بمشاهدة لعبهما الممتع.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت الطفلة نيسا داميري إنها تستمع باللعب مع صديقها أمير الذي يقيم في البناء المقابل، وقالت: "ألعب مع صديقي أمير لعبة "اسم - مدينة"، هو من شرفته وأنا من شرفتي، ونحظى بوقت ممتع جدا. نلعب بهذا الشكل بسبب وباء كورونا".

يتفق الصديقان على ساعة محددة للخروج إلى الشرفة واللعب فيها، كما اتفقا على مواصلة اللعب بهذا الشكل الممتع إلى أن يتمكنا من الخروج إلى الشارع.

من جهته، علق الدكتور إبراهيم أداك، عضو هيئة التعليم في جامعة العلوم الصحية قسم الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، على ما ينبغي على الآباء مراعاته واتباعه كي لا يشعر أطفالهم بالملل من طول فترة الحظر قائلًا:

"فرض على الأطفال البقاء في البيت طوال الوقت. إنه وضع استثنائي لم يجربوه من قبل، ومن الطبيعي أن يكون التكيف صعبا عليهم مع هذا الوضع المختلف، ولمساعدتهم على ذلك ينبغي على الأهالي أولا تعريف أطفالهم بشكل مبسط ولغة مناسبة بماهية حظر التجول، ولماذا فرض، وماذا سيحدث لمن يمتثل له. ويجب أن يقال لهم إنه سيستمر لفترة مؤقتة ثم سيعودون إلى حياتهم القديمة".

وأكد أداك على ضرورة دعم الأطفال الذين يشعرون بالملل بالاستماع إليهم والحديث معهم والاستمتاع بالقيام بمختلف الأنشطة معهم، مما يسهل انسجامهم وتكيفهم مع هذه الفترة، ويقلل المشاكل أيضًا".

كما دعا أداك الآباء إلى "أن نوضح للأطفال أن دولتنا اتخذت تدابير مؤقتة لحمايتنا من المرض، من أهمها حظر التجول الذي يهدف لمنع تفشي المرض من خلال تقليل التواصل بين الأشخاص، وإننا سنتغلب على المرض عندما نمتثل للتدابير. يجب الإجابة على أسئلة الأطفال حول الوباء وفقا لأعمارهم ونموهم النفسي والاجتماعي، وعدم إهمالها كي لا يزيد قلقهم".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!