ترك برس

أعلنت الحكومة التركية أنها تمكنت من السيطرة على انتشار وباء كورونا في البلاد استنادًا إلى آخر الأرقام التي أظهرت تراجعًا ملحوظًا في الإصابات والوفيات وارتفاعًا في حالات الشفاء.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن عدد الوفيات جراء فيروس كورونا يتراجع طوال الفترة الماضية، مشيرا في تغريدة على تويتر إلى استمرار تراجع أعداد المصابين في العناية المركزة والموصولين بأجهزة تنفس أيضا.

وأعلن وزير الصحة في وقت سابق أن بلاده تجاوزت المرحلة الأولى من مكافحة الفيروس، معتبرا أن الحكومة باتت تسيطر على سير الجائحة في البلاد.

من جهته، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده حافظت على نسبة وفيات منخفضة، وحدّت من الانتشار السريع للفيروس عبر تطوير نماذج خاصة لرصد الإصابات وعلاج المصابين بكورونا. 

وأشار إلى أن "عدد المتعافين من كورونا يرتفع أضعافا" مقارنة بالإصابات الجديدة. وأن الحكومة ستطبق تقييدا للحركة في الفترة بين 16 و19 مايو/أيار الجاري ضمن إجراءات مكافحة كورونا.

وأعرب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون عن أسفه إزاء تجاهل وسائل الإعلام الدولية نجاحات بلاده في المكافحة الفعالة التي تخوضها ضد الجائحة، مبينا أن بلاده اتبعت إستراتيجية اتصال قائمة على الشفافية في مكافحة كورونا.

ونقلت شبكة الجزيرة عن مصدر في دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن إعلان الرئيس حظر تجوال جديدا أتى خشية فهم المواطنين والمقيمين في تركيا خطوات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بأن الأمور ستعود تماما كما كانت قبل 10 مارس/آذار الماضي، وبالتالي يعود الناس لحياتهم الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الفيروس مجددا.

وقال المصدر إن القرارات الجديدة خطوة أولى في عملية إنهاء القيود تدريجيا، التي من المنتظر أن تستمر على مدار أشهر مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز، متوقعا كسر عملية التخفيف بفرض حظر تجوال خلال أيام العيد فقط.

ووصف المصدر انتشار الفيروس السريع في وقت سابق بالأمر الطبيعي كون تركيا بلدا يؤمه الملايين من البشر، لكن الأهم هو تمكّن الحكومة من السيطرة على الوباء.

غير أن معارضين ذكروا أن القرارات الجديدة بتخفيف القيود تأتي وسط تراخي الإجراءات الاحترازية ومخاوف كبرى من موجة ثانية للفيروس، حيث "يخشى الرئيس أردوغان على الاقتصاد أكثر من حياة المواطنين"، على حد زعمهم.

ووصف أحد الأطباء الأتراك أول أيام تخفيف القيود في منشور له في فيسبوك قائلا "اليوم ذهبت لمناوبتي في المستشفى ظهرا، وكانت زحمة الطريق هي نفسها زحمة الأيام العادية قبل كورونا في ذروة الصباح. فمعظم الناس في إسطنبول عادوا للحياة شبه الطبيعية، وعلى الأقل هم خارج البيوت، سننتظر بضعة أيام إلى 14 يوما لنرصد ارتدادات ذلك على إحصاءات كورونا".

وقال رئيس مؤسسة البحوث العلمية التركية توبيتاك "لدينا 17 مشروعا للقاح وأدوية كورونا، يعمل عليها 260 باحثا من 46 مؤسسة، وبخصوص العلاج سنقدم للرأي العام خبرا مفرحا الشهر المقبل".

أما عضو مجلس العلوم التركي ألباي أزاب فأوضح أنه من الصعب جدا تحديد درجة تخفيف الإجراءات، ويجب النظر فيها بشكل جيد للغاية وبحذر من خلال تحليل البيانات ووضع التنبؤات الصحيحة.

وأضاف "ستستمر قواعد المسافات في المقاهي والمطاعم، وسيتم رفع المقاعد في دور السينما ولن يجلس الناس بجانب بعضهم بعضا، وسيتم رفع المقاعد المتوسطة في الطائرات".

وفي السياق، نفى الطبيب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج وجود تناقض بين إجراءات التخفيف التي اتخذتها الحكومة وبين إعلانها حظر تجوال لمدة أربعة أيام، لأن الإجراءات التخفيفية التي أُستلهمت من أن الوباء تم احتواؤه هي مقترنة دائما بإجراءات السلامة، وهي محاولة لضبط الوباء أكثر.

وقال الحاج "لا يمكن القول إن أي دولة من دول العالم سيطرت تماما على الوباء، ولكن تركيا استطاعت أن تحدّ من سرعة انتشاره وتخطّت مرحلة الذروة باتجاه التناقص والتراجع التدريجي في أعداد الإصابات والوفيات". حسب الجزيرة.

ولفت إلى أن الإنجاز التركي لا يقتصر على احتواء الوباء فحسب، وإنما حصول التراجع بعدما وصلت إلى الذروة بخسائر بشرية أقل مقارنة بالدول الأخرى في أوروبا، وهذا يعود للبنية السكانية وللإجراءات المبكرة التي اتخذتها، وإنشائها الهيئة العلمية مبكرا، وإيقاف الرحلات مع الدول الموبوءة، وضبط الحدود وما إلى ذلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!