ترك برس

بعد وصفها الفتح الإسلامي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول) بالاحتلال العثماني، أثار دار الإفتاءالمصري جدلاً جديداً إثر تعديلها بيانها السابق.

وتزامناً مع إحياء الذكرى الـ 567 لفتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني، محمد الفاتح، والجدل القائم في تركيا حول إعادة تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، قال المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء "إن العثمانيين احتلوا إسطنبول عام 1453، وحولوا كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد، بعد 916 سنة من اعتمادها كنيسة، وعام 1934، تحولت إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة".

وهاجم دار الإفتاء في بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، مؤكداً أنه (أردوغان) يستخدم حاليا ورقة المساجد لكسب مؤيدين له من "المتشددين" في الانتخابات.

وعقب سيل الانتقادات وردود الفعل الساخطة التي تعرض لها دار الإفتاء سواء داخل تركيا أو في العالم العربي، تراجع عن بيانه السابق، ليصدر بياناً ثانياً لم يسلم هو الآخر، من الجدل والسخرية.

وقال البيان الثاني الصادر بعد ساعات من الأولى: " أكدنا مرارا وتكرارا بالوثائق والمؤشرات والأدلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل استخدام سلاح الفتاوي لتثبيت استبداده في الداخل باسم الدين وتبرير أطماعه في الخارج باسم الخلافة المزعومة."

وأضاف: "أما ما يتعلق بفتح القسطنطينية فهو فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وتم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفاتح أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح."

https://www.facebook.com/EgyptDarAlIfta/posts/3594027223960367

انتقد مغردون تحول دار الإفتاء إلى أداة في أيدي السلطات لتشويه الحقائق ومهاجمة الدولة العثمانية والفتوح الإسلامية بسبب الخلاف السياسي الحالي بين القاهرة وأنقرة.

ومن ناحية أخرى تساءل مغردون إذا كانت دار الإفتاء تعتبر فتح القسطنطينية احتلالا، فهل ستخرج قريبا لتعلن أن فتح مكة ومصر والشام والعراق كان احتلال عربيا.

بينما علق آخرون بلهجة ساخرة قائلين "لم يتبق سوى الاعتذار لكفار قريش عن هدم المعالم الأثرية (الأصنام) حول الكعبة، يوم احتلال (فتح) مكة".

وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب فيه دار الإفتاء المصرية ضحية السياسة، حيث سبق وأن أصدر فتوى بتحريم متابعة المسلسلات التركية.

وقال المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء إن أردوغان يستخدم جميع أسلحته، وكذلك قواه الناعمة لتحقيق الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.

وأضاف المؤشر -في تقريره المنشور بوسائل الإعلام المحلية- أن أردوغان لم ولن يتوانى عن إحياء حلمه باستخدام كافة القوى؛ سياسيا أو دينيا، أو حتى عبر القوة الناعمة عن طريق الأعمال الثقافية والفنية.

وتابع "وخير دليل على ذلك مسلسل وادي الذئاب، ومسلسل قيامة أرطغرل، الذي أكد الرئيس التركي أنه ردّ مهم على أولئك الذين يستخفون بقدرات تركيا وشعبها".

https://twitter.com/MansourSalem1/status/1226650911042363392

وتتزامن تصريحات دار الإفتاء المصرية، حول فتح إسطنبول وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد كما كان إبان فتح القسطنطينية، مع انتقادات يونانية على خلفية احتجاج الأخيرة على قراءة سورة الفتح داخل آيا صوفيا، في الذكرى الـ 567 لفتح القسطنطينية، مدعية أن هذه الخطوة تعتبر مساسا بمشاعر العالم المسيحي.

وتتجه الأنظار في تركيا هذه الأيام، إلى جلسة قضائية مرتقبة، لأحد المحاكم العليا في البلاد، والتي ستشهد بث القرار في القضية المرفوعة ضد قرار مجلس الوزراء عام 1934، الذي قضى بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

وظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م، عندما فتح الأتراك العثمانيون المدينة تحت حكم السلطان محمد الثاني، المعروف باسم الفاتح، وبعد 916 عاما من الخدمة كنيسةً، تحولت إلى مسجد جامع يرمز للنصر والفتح.

وعقدت في آيا صوفيا صلاة الجمعة الأولى بعد فتح القسطنطينية، واستخدمت مسجدا لمدة 482 عاما، واعتبرت جوهرة العالم الإسلامي، لتعرف باسم "المسجد الكبير"، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية تمّ تحويلها إلى متحف في عام 1935، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع الجدل بين المؤرخين والمثقفين والسياسيين في تركيا بشأن مصير درة عمارة إسطنبول العريقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!