ماركار إسايان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

من الواضح أن الخوف من الأتراك أو رهاب الأتراك، الكامن تحت العقل الأوروبي، عاد للظهور من جديد.

فقبل أيام، شن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هجومًا عنيفًا على تركيا. وبحسب رأيه، فإن تركيا تتصرف على نحو مخالف للقواعد.

يرى ماكرون أن تركيا انتهكت المصالح الأوروبية من خلال إبرام اتفاقيات مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، ولم تبدِ الاحترام لسيادة الشطر الجنوبي من قبرص، علاوة على أن السياسات التركية المتبعة في ليبيا تخالف القانون الدولي. 

ويعتبر الرئيس الفرنسي أن تركيا، من خلال قيامها بكل ما سبق ذكره، لا تلبي التطلعات المنتظرة منها بصفتها عضو في حلف شمال الأطلسي.

ويقول ماكرون إن ما تفعله تركيا لا يصب في صالح أهداف الأوروبيين، ويؤكد أنه لا يقبل الدور الذي تضطلع به أنقرة في ليبيا. 

ولم يكتفِ الرئيس الفرنسي بكل ذلك، بل توجه إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب ليشكو إليه تركيا. 

***

غير أن المسبب الأكبر للوضع الحالي القائم في ليبيا هو فرنسا نفسها. فرئيسها ماكرون اختار دعم بارون الحرب خليفة حفتر، عوضًا عن الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة والعالم. 

الكشف عن المجازر التي ارتكبها بارون الحرب هذا والمقابر الجماعية هو مسألة وقت. أما وجود تركيا في ليبيا فهو في إطار قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن. 

***

هناك بلدان معروفة، وعلى رأسها فرنسا، تريد الانقضاض على كل ثروات ليبيا، من خلال الإتيان ببارون حرب أعمى البصيرة، إلى سدة الحكم في البلاد. 

ما يصفه ماكرون بـ "المصالح" ليس في الحقيقة سوى عملية نهب.. ففرنسا ما زالت حتى اليوم تجبي من 14 بلدًا إفريقيًّا ضريبة الاستعمار. 

منذ عام 1945 تستخدم البلدان الإفريقية المذكورة عملة الفرنك الإفريقي، التي أدخلتها فرنسا التداول واسمها المختصر CFA.  

***

كان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يقود مبادرة تاسيس البنك الإفريقي، الذي سيمهد الطريق للتخلص من هذه العملة التي تتيح انتقال موارد البلدان الإفريقية إلى باريس. 

ومع تدخل فرنسا، تمت الإطاحة بالقذافي ودخلت ليبيا دوامة حرب داخلية دامية. 

ليس هناك ما تتعلمه تركيا من فرنسا، التي ارتكبت إبادة في الجزائر واستعمرتها، ولن تسمح أنقرة لباريس بنهب ثروات ليبيا.

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس