ترك برس

تحت عنوان "حلم الإسلاميين في تركيا أصبح حقيقة واقعة" نشرت الصحيفة الأمريكية مقالًا للباحث سليم كورو تحدث فيه عن دلالة عودة آيا صوفيا ليكون مسجدًا، بعد تحويله إلى متحف، وتاريخية الصراع الشرس بين العالمين العثماني والأرثوذكسي حول المبنى.

وجاء في المقال إن إعادة آيا صوفيا إلى مسجد كان حلمًا قديمًا للإسلاميين في تركيا. وفي التقاليد السياسية الإسلامية للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية، كانت تجربة أتاتورك في الحكومة الجمهورية العلمانية فرضًا أجنبيًا على تركيا، وكان وضع آيا صوفيا كمتحف يجثم على روح البلاد.

ويضيف أن الرئيس التركي تأثر تأثرًا كبيرًا بإعادة آيا صوفيا إلى مسجد، إلى درجة أنه لم ينم حتى صباح اليوم التالي. فما كان يعتقد أنه حقبة إذلال قد انتهى.

ويقول الكاتب إنه بعد موت أتاتورك بعقود بدأت مجموعات من الإسلاميين والحالمين القوميين الأتراك حملة من أجل إعادة فتح آيا صوفيا. كانوا يعتقدون أن الجمهورية العلمانية، بعيدة كل البعد عن إنقاذ سيادة تركيا، وقد جرحتها بأعمق معانيها الممكنة، إذ باعت روحها للحداثة الغربية. فكان تحول آيا صوفيا رمزًا لهذا الإذلال.

وجاء أوضح تعبير عن هذا الرأي من الشاعر الإسلامي نجيب فاضل قيصاكوريك، أبرز شاعر إسلامي في تركيا في ذلك الوقت. ففي 29 كانون الأول/ ديسمبر 1965، وفي مؤتمر حول آيا صوفيا قال قيصاكوريك إن قرار تحويل الهيكل إلى متحف هو "وضع الروح الأساسية للأتراك داخل المتحف".

ومشيرًا إلى حكومة أتاتورك باعتبارها "عصابة"، اتهمهم السيد قيصاكوريك بإيذاء الذات، وقال: "ما جعلنا العالم الغربي نفعله في الداخل، من خلال وكلائه بيننا، لم يكن الصليبيون ولا السوفييت ولا اليونانيون قادرين على فعله".

وفي خطاب عام 1965 قال الشاعر إن عودة آيا صوفيا مسجدًا هي مسألة وقت.

ووفقًا للكاتب، فإن انتصار العثمانيين في 1353 وتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد، كما كان معتادًا في ذلك الوقت، كان اللحظة التي أطلقت الخيال في أوروبا والشرق الأوسط.

حلم الكثيرون بيوم الحساب حين تفككت الإمبراطورية العثمانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وفي الحرب العالمية الأولى، احتلت القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية واليونانية مدينة إسطنبول، ولكن حتى ذلك الحين، لم يتخل المسلمون عن آيا صوفيا.

وعندما أرادت مجموعة من اليونانيين دخول المبنى وتثبيت جرس الكاتدرائية، طردهم الجنود العثمانيون مهددين بتفجير الهيكل بأكمله.

ويلفت الكاتب إلى أن هناك الكثير من الأساطير حول أسباب قرار أتاتورك تحويل آيا صوفيا إلى متحف عام 1934، لكن المؤكد أنه قرر ذلك بعد الاجتماع مع توماس ويتمور، الباحث الأمريكي الزائر في بيزنطة، وكان مهتمًا بإعادة ترميم فسيفساء الهيكل.

عندما أطلق الشاعر الإسلامي العظيم قيصاكوريك صرخة من أجل إعادة آيا صوفيا إلى مسجد في عام 1965، من المحتمل أن يكون رجب طيب أردوغان الذي كان صبيًا في الحادية عشرة من عمره، قد سمع دعوة الشاعر.

ويضيف الباحث أن من المحتمل أيضًا أن يكون أردوغان قد سمع  أيضًا كيف أن نيهال أتسيز، الكاتب الذي دعا إلى هوية عامة للأتراك تتجاوز الهوية الإسلامية، يقدس آيا صوفيا ويعتقد أن وضعها مهين. وربما سمع أردوغان الشاب كيف أن ناظم حكمت شاعر الاشتراكيين العظيم أهدى قصائد لروح آيا صوفيا في شبابه.

كانت الفكرة دائمًا أن فتح آيا صوفيا للصلاة سيكون علامة على نضج القوة الإسلامية وتعزيز مكاسبها.

وعندما وجه أردوغان كلمة للأمة في 10 تموز/ يوليو بعد صدور حكم المحكمة، استشهد بمؤتمر آيا صوفيا والشاعر قيصاكوريك عام 1965 واستشهد بالشعراء الآخرين أيضًا. أراد الرئيس التركي أن تقوم الأمة بأكملها، وليس الإسلاميون فقط، برحلة روحية معه.

في هذا الخطاب للأمة، لم يذكر أردوغان أتاتورك بالاسم، واقتبس بإسهاب وقفية محمد الفاتح التي نصت على أن كل من يغير وضع آيا صوفيا، يكون قد ارتكب أكبر أنواع الحرام واقترف إثمًا.

وختم الكاتب مقاله بأن أول صلاة في مسجد آيا صوفيا ستقام في 24 يوليو، ذكرى معاهدة لوزان، الموقعة بين قوى الحلفاء وتركيا، والتي رسمت حدود تركيا الحديثة. سيريد أردوغان أن يراقب العالم الغربي من كثب بشكل خاص، لأن الحفل سيمثل ما يعتبره استعادة السيادة التركية من براثن الغرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!