ترك برس

تمتاز تركيا بميراث غني من الآثار  التاريخية، التي تم تهريب العديد منها، لذلك سعت لإعادتها إلى أرض الوطن بجهود استمرت لسنوات عديدة، بين تعقب أثر الكنوز الثقافية المهربة في الخارج ثم بذل جهود لإعادتها، وقد تمكنت من إعادة الآلاف منها.

من الأمثلة على الآثار المهربة قبر “هراكلس”، و”أبو الهول بوغازكوي”، و”بروش فرس البحر المجنح”، ولوحة البلاط الصيني من جامع سنان باشا ببورصة، وموزاييك “أورفيوس” وغيرها من الآثار التي تتبع لحضارات عديدة تعاقبت على المنطقة وتركت كل منها ميراثا كبيرا يُكتشف في كل عام مع عمليات التنقيب.

إعادة 106 آثار في عام 2019

تواصل تركيا من ناحية جهودها بأعمال التنقيب للعثور على الآثار التي تنتظر من يعثر عليها تحت الأرض منذ آلاف السنين، ومن ناحية أخرى تواصل جهودها للقضاء على مهربي الآثار الثقافية، الذين يقومون بحفريات غير قانونية، انطلاقا من أولوية المحافظة على الثروات الثقافية وعدم السماح بتهريبها إلى دول أخرى.

تابوت “سيدامارا” العمودي

أعيدت قطعتان من الأصول التراثية الثقافية خلال عام 2020، وأولها قطعتان تمت سرقتها من تابوت “سيدامارا” العمودي من إسبارطة، ونقلت القطعتان الأثريتان اللتان يعود تاريخهما إلى القرن الثاني الميلادي قبل 40 عاما من تركيا إلى إنجلترا، وبذلت جهود لإعادتها إلى أرضها وإلى التابوت، وأما الأثر الثاني فهو نحت ثورين يجران عربة يعود إلى العصر الحثّيّ قبل خمسة آلاف عام.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الثقافة والسياحة، يمثل عام 2004 العام الذي أعيد فيه أكثر الآثار التاريخية، كذلك عام 2011، حين تمت إعادة 1885 أثرا تاريخيا وجدت بأكملها في صربيا.

يعد عام 2008 عاما مهما فيما يتعلق بإعادة الآثار من الخارج، حيث تم العثور على 1183 أثرا في ألمانيا وإعادتها إلى تركيا، من الغريب أن هذه الآثار كانت معروضة في سوق المقتنيات المستعملة بمدينة بريمن بألمانيا، وكان من ضمن الآثار 716 قطعة نقدية تعود للحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية، وحلي معدنية، ومجوهرات، وصلبان ورؤوس حراب، كما نجحت تركيا في نفس العام بإعادة رأس التمثال المسروق من متحف كوجايلي.

94 عاما من العمل لإعادة أبو الهول

تمكنت تركيا من تحقيق نتيجة ملموسة في تقفي أثر الآثار التاريخية لإعادتها من الخارج، ثم بدأت مرحلة تنفيذ عملية الإعادة، واستمرت الجهود المبذولة في هذا الإطار فيما بينها وبين عشرات الدول. على سبيل المثال، تمت إعادة موزاييك أورفيوس من متحف دالاس للفنون في عام 2012، الذي تم تفكيكه بأعمال تنقيب غير قانونية في عام 1998، ثم أدرجت المسروقات في متحف دالاس للفنون، وأعيد نتيجة للجهود المبذولة بعد 14 عاما.

يعد “بروش فرس البحر المجنح” من أهم القطع الأثرية في خزينة “قارون”. وقد تم عرض هذه القطعة الأثرية المهمة بمتحف “أوشاك” للآثار، بعد سرقتها في عام 2005 ووضعوا بمكانها قطعة مزيفة، وباشرت وزارة الثقافة والسياحة جهود البحث للعثور على القطعة الذهبية الثمينة البالغ عمرها 2500 عام  لاستعادتها، وأثمرت هذه الجهود في عام 2013، حيث عثر عليه في هاجن بألمانيا وأعيدت إلى البلاد.

تدور أكبر قصة إعادة للآثار التاريخية حول “أبو الهول بوغازكوي”، الذي يبلغ عمره 3500 عاما، فقد تمت في عام 2011 بعد جهود استمرت 94 عاما، اقتنعت بعدها ألمانيا بإعادته.

التراث الثقافي التركي يباع في المزادات

عثر على بعض الآثار التركية المفقودة عن طريق الصدفة في سوق السلع المستعملة، بينما عثر على بعضها في المتاحف. ويتابع الخبراء الأتراك عن كثب المزادات الرئيسية في العالم، التي تعرض الآثار المنتمية إلى أراضي الأناضول في كتالوجات المبيعات، وفور العثور على الآثار المهربة تبدأ المناورات لإعادتها.

أولا يوضع الدليل بأن هذه القطعة تم تهريبها من البلاد بهدف إيقاف بيعها في المزاد، ثم تبدأ المفاوضات، ومن بعدها المبادرات القانونية إذا اضطر الأمر. وبعد سنوات من الجهود تتم إعادة آلاف القطع الأثرية المهربة من الخارج الواحدة تلو الأخرى ليتم عرضها في الأراضي التركية مرة أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!