ترك برس

سدت الدراما التركية الفجوة في التلفزات العربية والعالمية خلال توقف الإنتاج في الأشهر الستة الماضية، في ظل وباء فيروس كورونا.

تحقق ذلك بدعم من الحكومة والمنظمات التي لم تشأ تعطيل التصوير، لأكثر من 15 يوماً، بحسب قرار هيئة الفن التلفزيوني والسينمائي بتركيا.

وبعد توقف طوعي لنحو شهرين، وإلزامي فرضته الحكومة لـ 15 يوماً، عادت عجلة تصوير الدراما التركية للدوران، لمتابعة إنتاج المسلسلات القديمة وتصوير المسلسلات الجديدة، بحسب ما يقول أحد مترجمي الدراما إلى العربية، شوكت أقصوي.

يؤكد أقصوي في حديث لصحيفة العربي الجديد أن التوقف الفعلي كان لأيام، قبل أن يتابع المخرجون التصوير عن بعد، عبر برامج على شبكة الإنترنت، منها "زووم"؛ لأن إنتاج الدراما في تركيا يختلف عن عديد دول العالم؛ إذ يبدأ العرض التلفزيوني خلال التصوير، فربما تبث حلقة اليوم والحلقة التي تليها لم يتم مونتاجها بعد.

ويقدر المترجم التركي حجم الأعمال الدرامية السنوية، بين 70 و100 عمل، معظمها تأخذ الجمهور غير التركي بالحسبان في أثناء كتابة السيناريو والإنتاج، لأن بلاده تصدّر الدراما إلى نحو 156 دولة حول العالم، وزاد عدد متابعي الدراما التركية على 600 مليون مشاهد. 

يبيّن أقصوي أن العمل عاد بعد التوقف المؤقت بسبب "وباء كورونا" لتصوير ما بقي من الموسم الثاني من مسلسل "إسطنبول الظالمة"، وتصوير العمل الأكثر مشاهدة "ابنة السفير" في مدينة موغلا، وستقلع بقية المسلسلات "المنزل الذي ولدت فيه قدرك"، و"التفاح الحرام"، والموسم الرابع من مسلسل "السلطان عبد الحميد".

وكانت صناعة الدراما التركية من الأقل تأثراً، حيث سدت الفجوة بالتلفزات العربية والعالمية خلال توقف الإنتاج في الأشهر الستة الماضية، مدعومة من الحكومة والمنظمات التي لم تشأ تعطيل التصوير، لأكثر من 15 يوماً، بحسب قرار هيئة الفن التلفزيوني والسينمائي بتركيا.

بدوره يقول المخرج التركي، عبدو مدخنة، إن قرار إيقاف التصوير صدر عن هيئة الفن التلفزيوني للحماية من مخاطر كورونا، لكنه جاء لأجل قصير وترك شروط الحماية والمسؤولية لنا كصناع الدراما والوثائقي والأفلام، ونحن واصلنا العمل، رغم بعض المخاطر. 

ويوضح: "أصبت بفيروس كورونا، وكتبت ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن التصوير لم يتوقف في ذروة تفشي الفيروس. كنا في عزّ الإصابات نصوّر في مدينة كوندرا للإنتاج على شاطئ البوسفور؛ لأننا بالنتيجة أمام عقود وشروط إنتاج، بل وتحدٍّ أمام أنفسنا والجمهور، ولا يمكن الحياة أن تتوقف".

يشير المخرج إلى أن للدراما التركية أبعاداً وأهدافاً أكثر من "الفرجة"؛ فهي تعود على تركيا بنحو 500 مليون دولار سنوياً؛ إذ تضاعفت أرقام تصدير الدراما خلال الأعوام الأخيرة. وفق العربي الجديد.

بدوره، يؤكد الاقتصادي التركي أوزجان أويصال، أن إنتاج الدراما التركية وتصديرها ضمن خطط الحكومة وبرامجها لتحقيق أهداف مئوية تأسيس الجمهورية عام 2023، لأنها تساهم في زيادة قدوم السياح وتصدير المنتجات الصناعية والزراعية. 

لذا، لا يُنظَر إلى حجم صادرات الدراما التي تنامت خلال السنوات الخمس الأخيرة، من 200 مليون دولار إلى أكثر من 350 مليوناً في العام الماضي، والتوقعات أن تصل إلى 500 مليون دولار هذا العام، وليس إلى مبيعات الحلقة التي تبدأ من أربعة آلاف دولار، ويصل سعر المسلسل أحياناً إلى نصف مليون دولار، بل أيضاً إلى ما يمكن تحميله على الدراما من أهداف اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية.

يوضح أويصال أن بلاده لا تعتمد باقتصادها على الريعية وتصدير الثروات، بل على العكس، تنهكها فاتورة استيراد النفط التي تزيد على 40 مليار دولار سنوياً، لذا تسعى إلى التنوع بالاقتصاد والصادرات، مشيراً إلى أن عائدات تركيا من صادرات الملابس الجاهزة والمنسوجات زادت العام الماضي على 17.5 مليار دولار. 

وزادت صادرات البندق على 2.2 مليار دولار، وتعود منتجات ربما لا يأخذها كثيرون بالحسبان، بالدعم لأرقام الصادرات التي تعدت العام الماضي 180 مليار دولار، والطموح أن تصل إلى 190 ملياراً هذا العام، مثل الزهور والعسل على سبيل المثال، ولا نتكلم على الحمضيات أو البندورة التي تعود وحدها على تركيا بمليار دولار سنوياً.

وكانت الصادرات التركية قد ارتفعت العام الماضي بنسبة 2.04% على أساس سنوي، وسجلت رقماً قياسياً بنحو 180.468 مليار دولار، مع انخفاض الواردات بنسبة 8.99%.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!