ترك برس

ذكرت شبكة الجزيرة القطرية، استنادًا إلى "مصدر في الرئاسة التركية"، أن تركيا توصلت إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بخصوص وضع مدينتي "سرت" و"الجفرة" في ليبيا، تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

ونقلت عن المصدر الرئاسي ترتيبات سيطرة قوات حكومة الوفاق الليبية على سرت والجفرة تسير قدما، منذ يونيو/حزيران الماضي حينما زار وفد تركي رفيع المستوى ليبيا.

وأكّد المصدر -وفق الجزيرة- أن هناك تفاهما بين واشنطن وأنقرة على أن تكون المنطقتان تحت سيطرة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وكان وفد تركي رفيع قد زار طرابلس في يونيو/حزيران الماضي، وبحث مع حكومة الوفاق استعادة سرت والجفرة، وآليات التفاوض مع شخصيات ليبية في بنغازي (شرق)، ومع القوى الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها روسيا وأميركا.

وضم الوفد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير المالية براءت ألبيرق ومدير المخابرات هاكان فيدان والناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالن وعددا كبيرا من المستشارين والمسؤولين في الرئاسة والحكومة التركية.

ولفت المصدر إلى تفاهم روسي تركي بخصوص تسليم سرت للوفاق مع تأجيل تسليم الجفرة، وأوضح أن هذا تم تداوله في اتصال الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين الأخير، خاصة في ظل وجود انسحاب تدريجي لمقاتلي شركة "فاغنر" الأمنية الروسية من جنوب سرت.

يذكر أنه جرى اتصال هاتفي في وقت سابق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولا فيه التطورات بشرق البحر المتوسط وليبيا، وأكد الطرفان على أهمية استمرار التعاون والحوار بين البلدين بشأن الملفين.

وقال المصدر إنه "على الصعيد السياسي الولايات المتحدة وروسيا لا تمانعان تسليم سرت أولا ثم الجفرة لحكومة الوفاق، وعلى الصعيد الميداني فموازين المعركة لصالح قوات الوفاق بعد أن وفرت تركيا لها غطاء جويا مهما من خلال الطيران الحربي والطيران المسير، خاصة الطائرات من طراز "بيرقدار" مما مكنها سابقا من استعادة السيطرة على كامل الغرب وإلى حدود 400 كيلومتر عن العاصمة".

وأضاف المصدر أن سرت والجفرة ستكونان خاليتين من أي وجود عسكري لقوات حفتر، إضافة إلى أن الحقول والموانئ النفطية ستعود للعمل مجددا تحت السيطرة الحصرية للمؤسسة الوطنية للنفط المخولة بتشغيل مرافقها وتصدير النفط الليبي.

وفي وقت سابق، قال ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن من الوارد جدا أن يحدث تفاهم مع روسيا على غرار ما جرى في سوريا.

وأضاف أقطاي أن هناك حاجة لهذا التفاهم، خاصة أن الموقف الأميركي يتوافق مع الموقف التركي في الموضوع الليبي.

كما أكد المبعوث التركي السابق إلى ليبيا أمر الله إيشلر أن هناك اتصالات مستمرة مع الروس والأميركيين وبعض الساسة في الشرق الليبي، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وبعدما طردت قوات حكومة الوفاق قوات حفتر من الغرب الليبي بفضل الدعم العسكري التركي في إطار اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها الجانبان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي توقفت عمليات قوات الوفاق على حدود سرت حينما تعرضت في يوم هجومها الأول لقصف جوي خلف أكثر من 60 قتيلا.

يذكر أن مدينة سرت تقع في منتصف الساحل الليبي بين الغرب والشرق، وتطل على الهلال النفطي، ويسكنها أكثر من 80 ألف نسمة.

في حين تقع الجفرة جنوبا، وتضم قاعدة جوية أكدت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أن روسيا نشرت فيها طائرات حربية، بالإضافة إلى جلب المرتزقة دعما لحفتر.

وزار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار برفقة رئيس هيئة الأركان التركي الفريق أول يشار غولار ليبيا يوم الاثنين، واجتمعا مع مسؤولين ليبيين ومع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية الذي يزور العاصمة الليبية.

من جهتها، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا أن رئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز ناقشت مع عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق تطورات الأزمة الليبية، خاصة في سرت والجفرة والموانئ النفطية.

وقالت البعثة إن الطرفين أكدا خلال اتصال هاتفي على ضرورة وقف التصعيد العسكري وإعادة إنتاج النفط، وشددا على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية شاملة بناء على مخرجات مؤتمر برلين وقرارت مجلس الأمن الدولي المتعلقة بليبيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!