ترك برس

تحيي تركيا، الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ949 للنصر في معركة ملاذكرد التي جرت بين الدولة السلجوقية والإمبراطورية البيزنطية.

وفي هذا الإطار، أقيمت مراسم إحياء في قضاء ملاذكرد، بولاية موش (جنوب شرقي تركيا) التي احتضنت المعركة التاريخية ذات المكانة المميزة لدى الأتراك، كونها فتحت الباب أمامهم للتقدم في آسيا الصغرى، التي باتت تعرف حالياً باسم تركيا، وشكل منعطفا تاريخيًّا في المنطقة.

ووقعت معركة ملاذكرد في 26 أغسطس/ آب 1071، حيث تمكن فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان، من هزيمة الجيش البيزنطي بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس.

مراسم الإحياء حظيت بحضور رسمي وشعبي واسع، حيث شارك فيها رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، ورئيس البرلمان، وزعيم حزب الحركة الوطنية المعارض، فضلاً عن وزراء ونواب برلمانيين ومسؤولين آخرين.

وتابع المشاركون استعراضات تقليدية على ظهور الخيول، في منطقة نصبت فيها خيام الأتراك القدامى.

وعلى هامش حضوره مراسم إحياء معركة ملاذكرد، أجرى الرئيس التركي زيارة إلى المقبرة السلجوقية في قضاء أخلاط بولاية بتليس جنوب شرق البلاد.

وتعد المقبرة السلجوقية، أكبر مقبرة تركية إسلامية في العالم على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.

وفي سياق آخر، أطلقت مجموعة من الأكاديميين الأتراك، مشروعا لتحديد مكان وقوع معركة ملاذكرد، وذلك بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، وبالتعاون مع المديرية العامة للمتاحف وحماية الأصول الثقافية، ومديرية متحف منطقة أخلاط، وجامعات حكومية وأهلية عدة.

المشروع الذي يحمل اسم "تحديد مكان وقوع معركة ملاذكرد، وإجراء مسح أثري وأبحاث حول تاريخه"، يشارك فيه 30 أكاديميا من 10 جامعات حكومية وأهلية مختلفة بتركيا.

واستهل الأكاديميون الأتراك، مشروعهم بإجراء أبحاث في قلعة ملاذكرد، حيث قاموا بالتقاط الصور، وجمع البيانات من السكان المحليين ومخاتير الأحياء، ومقارنتها بالمراجع التاريخية المتوفرة لديهم.

وفي المشروع المذكور، سيعمل الأكاديميون ضمن التدقيقات التي يجرونها في القلعة، على تحديد مقرات الجيوش المشاركة في المعركة، وتحديد المكان الذي حقق فيه الأتراك النصر على الجيش البيزنطي.

كما يسعى المشروع إلى تحديد التكتيكات المستخدمة خلال المعركة، وحجم الدعم اللوجيستي للأطراف المشاركة في تلك المعركة التاريخية.

وتعتزم المجموعة الأكاديمية، استخدام أجهزة رادارات أرضية، وإجراء مسح كهرومغناطيسي في المنطقة، بهدف تسليط الضوء علميا على كافة التفاصيل المتعلقة بالمعركة، والتي يعتبرها مؤرخون من أهم معارك التاريخ الإسلامي.

الأستاذ الدكتور، عدنان تشويك، عضو الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة صدقي قوجمان بولاية موغلا، قال إنّ المشروع  يهدف لتحديد  مكان وقوع معركة ملاذكرد، عبر التعاون بين مختلف التخصصات العلمية والأكاديمية ذات الصلة بهذا الأمر.

"تشويك" وهو المشرف على المشروع والخبير بتاريخ القرون الوسطى، أضاف في تصريحات إعلامية أن "هذه المبادرة التي تندرج ضمن إطار علم آثار الحروب، هي الأولى من نوعها في تركيا".

وأشار إلى أنهم "يعملون في المشروع من جوانب عدة، في خطوة لإعادة إحياء معركة ملاذكرد في أذهان الجيل الحالي، بطريقة عصرية، ومن ثم إدراج المنطقة، ضمن الوجهات السياحية البارزة في تركيا."

وأكد الأكاديمي التركي على أن قضاء ملاذكرد وجهة هامة في السياحة الثقافية، وأن المشروع سيعزز من مكانته هذه.

وأفاد أيضا أنهم "يواصلون حالياً الحصول على البيانات اللازمة في إطار المشروع، ليقوموا بعد ذلك بجمعها في الوسط الرقمي وعلى شكل خرائط".

وزاد بعدها "سيتم إتاحة المعلومات لجميع الراغبين في اكتشاف جميع التفاصيل المتعلقة بمعركة ملاذكرد والمنطقة التي وقعت فيها".

وختم بالقول أنهم "يهدفون إنجاز جزء من المشروع، لغاية عام 2021 الذي يوافق الذكرى الـ 950 لمعركة ملاذكرد"، مؤكدا أن "المشروع سيشكّل نموذجاً عالمياً في مجاله".

جدير بالذكر أن المؤرخون يعتبرون معركة ملاذكرد من أهم معارك التاريخ الإسلامي.

وفي إطار الأهمية التي يوليها الأتراك لمعركة ملاذكرد، شهدت دور السينما في تركيا، في مارس/آذار الماضي، عرض فيلم "ملاذكرد 1071" الذي يصور وقائع المعركة التاريخية بين السلاجقة والبيزنطيين.

الفيلم الذي اكتملت أعمال تصويره في 7 أسابيع، وهو من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!