ترك برس

أعلنت تركيا، الجمعة، اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي بتاريخها، في البحر الأسود.

جاء ذلك على لسان رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، في خطاب وصف بـ "التاريخي"، حيث أعلن أن سفينة التنقيب "فاتح" التي بدأت أعمال البحث والتنقيب في بئر "تونا-1" بتاريخ 20 يوليو / تموز 2020، اكتشفت 320 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي. 

وأضاف أن تركيا كدولة عانت من التبعية للخارج في مجال الطاقة لسنوات طويلة، وستتطلع الآن إلى المستقبل بطريقة أكثر ثقة على خلفية تحقق أكبر كشف للغاز الطبيعي بتاريخها في البحر الأسود.

وتركيا تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها النفطية من الخارج، مما يضعها على رأس قائمة البلدان التي تستهلك أغلى أنواع الوقود على مستوى العالم، إذ تبلغ فاتورة الواردات التركية من الطاقة حوالي 40 إلى 45 مليار دولار سنويا.

وتتصدر روسيا وإيران، بلدان العالم التي تستورد تركيا منها الغاز الطبيعي، فيما تتجه الأنظار حالياً إلى مصير خط "ترك ستريم" (خط أنابيب الغاز الطبيعي بين روسيا وتركيا).

وكانت شركة غازبروم الروسية العملاقة قد افتتحت، مطلع العام الحالي، خط أنابيب "ترك ستريم" عبر البحر الأسود لزيادة حصتها في السوق التركية، وتقليل الاعتماد على أوكرانيا كطريق عبور لإمدادات الطاقة.

و"ترك ستريم" أو "السيل التركي" هو مشروع اقتصادي عملاق مشترك بين موسكو وأنقرة، يقوم على نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى كل من تركيا ودول جنوب وشرق أوروبا عبر أنابيب ناقلة تمر من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية.

وفي هذا السياق، توقّع أستاذ الاقتصاد والتمويل في جامعة "أرتوكلو" متين أرول، بناء على حجم الاكتشاف تراجع عمليات الاستيراد عبر خط ترك ستريم.

وأضاف أن تركيا بهذا الاكتشاف وبالاكتشافات المستقبلية للغاز والنفط في البحرين الأسود والمتوسط لن تستغني عن استيراد الغاز فقط بل ستصدره وستكون دول مثل بلغاريا وأوكرانيا من أشد المهتمين بشراء هذا الغاز.

ولفت أستاذ الاقتصاد والتمويل في جامعة "أرتوكلو" إلى أن تخفيض فاتورة الواردات بشكل عام وبالتالي تخفيض الانكشاف التجاري للاقتصاد التركي يزيدان من مناعة الاقتصاد ضد الصدمات الخارجية خصوصا صدمات أسعار الطاقة العالمية.

وقال "من الجيد أن الاكتشاف حصل بعدما بنينا قدراتنا الذاتية وأنشأنا مؤسساتنا الصناعية التي تنافس العالم دون الاعتماد على البترول والغاز الطبيعي، والآن اكتشاف الغاز سيوسّع علينا طرائق العمل والإنتاج".

وتابع أيرول "في الوقت الراهن، أليست تركيا في وضع مغاير عن الجيران أغنياء الطاقة الذين يرتعشون وهم يقولون ماذا لو هبط سعر برميل النفط إلى ما دون الـ 20 دولارا؟".

ويتكون السيل التركي من خطي أنابيب يبلغ طول الأول 930 كيلومتراً ويعبر قاع البحر الأسود وهو مخصص لنقل الغاز إلى تركيا، أما الثاني والذي يبلغ طوله 180 كيلومتراً فيخترق الأراضي التركية إلى حدودها الغربية وهو مخصص لنقل الغاز إلى الجوار الأوروبي.

وتبلغ قدرة "السيل التركي" الإجمالية 31.5 مليار متر مكعب سنويا، وسيغطي احتياجات دول شرق وجنوب أوروبا بالكامل من الغاز.

وجاء مشروع "ترك ستريم" بديلاً عن مشروع سابق لم ير النور هو "خط الجنوب" حيث ضغط الاتحاد الأوروبي على بلغاريا لعدم الانخراط فيه، في ظل تنامي الرغبة الروسية بتقليص دور أوكرانيا كممر للغاز الروسي إلى أوروبا عقب أزمة نشبت بين البلدين منذ عام 2009.

وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أعلنت روسيا رسمياً أنها اتفقت مع تركيا على تقليص قدرات مشروع سيل الغاز واختزالها إلى النصف تقريباً، بحيث يتكون المشروع من خطين للنقل بطاقة 31.5 مليار متر مكعب سنوياً.

ومن المقرر في إطار "ترك ستريم" أن يوفر المشروع لتركيا 53% من احتياجاتها للغاز الطبيعي، ويحولها إلى مركز لتجارة الغاز باعتبارها أرض الأنابيب الناقلة له.

وتستفيد تركيا من المشروع عبر سحب حصتها من أنابيب الغاز المارة في أراضيها "تاناب" بشكل مباشر، ويتم تجميع حصة التصدير إلى أوروبا في مخازن عملاقة تم إنشاؤها على الحدود التركية مع بلغاريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!