ترك برس

رأى الخبير الاقتصادي التركي، غزوان مصري، أن تركيا إذا استطاعت تأمين فاتورة الطاقة بسعر مناسب، فإنها ستكون قادرة على المنافسة ببضائعها، وذلك على خلفية الاكتشاف التاريخي للغاز الطبيعي في البحر الأسود.

وقال مصري، خلال مشاركته في برنامج على قناة "تي آر تي" التركية الحكومية، إن تركيا كانت تستورد 98 في المئة من احتياجات الغاز الطبيعي، و92 في المئة من احتياجات البترول.

وأشار إلى أن تركيا وضعها لها هدفًا يتمثل في سبل الوصول إلى عام 2023 (مئوية تأسيس الجمهورية التركية) وتكون في مصاف البلدان الـ10 الأولى في العالم من حيث حجم الاقتصاد. 

واعتبر مصري أن الأمر متعلق بمجموعة من القرارات، وليس فقط باكتشاف الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وكذلك يتعلق بالانجازات واعتماد تركيا على نفسها في التصنيع، سواء من ناحية الصناعات العسكرية أو المواد الغذائية.

https://www.youtube.com/watch?v=hOMO-ZpL6YE

وشدّد على أن تركيا وضعت أيضًا هدفًا مرحليًا، وهو أن تكون بمثابة جسر ومعبر للطاقة حيث استطاعت ان تنفذ مشاريع عملاقة في هذا الصدد. 

ولفت في هذا الإطار إلى مشاريع أنابيب نقل الغاز الأذربيجاني والروسي بكميات كبيرة إلى أوروبا، فضلًا عن مشاريع الطاقة البديلة في عموم البلاد وبناء محطة للطاقة النووية.

"أثار الذهول في الأسواق"

في سياق متصل، رأى المتخصص في الاستثمارات النفطية سركان شاهين، إن قيام شركة البترول التركية المساهمة (TPAO) بعمليات الحفر لألفي متر خلال فترة قصيرة مدتها شهر، أثار الذهول في الأسواق، مشيرا إلى أن مواصلة هذه النجاحات ستسرع من أعمال التنقيب عن الهيدروكربون في تركيا.

وأفاد سركان شاهين، مدير شركة "هرمز ستريتس بارتنرشيب" الاستشارية للاستثمارات النفطية، ومقرها دبي، في تصريح لوكاةل الأناضول الرسمية، أن عددا قليلا من الدول حول العالم لديها القدرة على تنفيذ عمليات الحفر في مدة قصيرة كهذه.

وأوضح أن اكتشاف تركيا لـ 320 مليار متر مكعب من الغاز في البحر الأسود ما هو إلا بداية، لافتا إلى أن تحقيق ذلك عبر مهندسيها وإمكاناتها المحلية يحمل أهمية كبيرة.

ومن جانب آخر، قال رئيس مركز أبحاث استراتيجيات وسياسات الطاقة في تركيا، أوغوز هان آق ينار، إن اكتشاف الغاز في البحر الأسود سيمنح تركيا مكاسب متنوعة.

وأشار إلى شركة البترول التركية المساهمة (TPAO) لديها القدرة على إجراء عمليات حفر ناجحة في وقت قصير وبتكاليف معقولة مقارنة باللاعبين الدوليين، مؤكدا أن هذه الميزة ستمكن من إنجاز المشروع بشكل أرخص وأسرع.

وأضاف: "إذا زاد حجم الإنتاج اعتمادا على الاحتياطي المحتمل، فمن الممكن التنافس مع العديد من مصادر الغاز في شرق البحر المتوسط من حيث السعر".

وأكد آق ينار على ضرورة تطوير واستخدام شركة البترول التركية في هذه المرحلة لروبوت خاص بها يعمل تحت الماء.

وأردف: "الآن يمكن مواصلة أعمال المسح السيزمي في مناطق مجاورة، ومع الحصول على قيم جديدة للمسح، ربما ستظهر أشياء جديدة مختلفة، وتصبح تركيا بإذن الله من الدول المصدرة للغاز".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!