ترك برس

شهدت السنوات الأخيرة، زيادة ملحوظة في الاستثمارات العربية داخل تركيا، وذلك في مختلف القطاعات والمجالات.

ورغم تفوق أوروبا على الدول العربية في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بتركيا، فإن معطيات مكتب الاستثمار التركي الحكومي تظهر زيادة لافتة في حجم الاستثمارات العربية بها خلال الأعوام الأخيرة.

ويبقى العرب الأكثر شراء للعقارات التركية، حيث أصدر هيئة الإحصاء التركية، مؤخراً، أرقام الإسكان الشهرية، حيث يبرز العراق في هذه الفئة متجاوزا كل الدول.

فقد اشترى العراقيون حوالي 18% من بين 143 ألف منزل تم بيعها للأجانب في الفترة بين 2015 و2019، يليهم الإيرانيون والسعوديون بنسبة 9% لكل منهم، والروس بنسبة 5% والكويتيون والقطريون والإماراتيون بأقل من 5% لكل جنسية.

ورغم وجود موارد واسعة في المنطقة العربية، فإن فرص العمل ضعيفة ومعدل النمو بطيء للغاية، وقد أعقب الانفتاح الدبلوماسي التركي تفاعل اقتصادي، كما أن الطلاب العرب ساهموا في دفع عجلة التجارة".

وتشير قراءات حول النشاط الاقتصادي العربي في تركيا إلى أن رجال الأعمال العرب يتوجهون إلى الاستثمار في هذا البلد بحثا عن البيئة الاستثمارية الآمنة وعن التسهيلات الحكومية والإعفاءات والتخفيضات، بالإضافة إلى سهولة التحويلات المالية والمعاملات الرسمية وفتح الشركات وإقامة الأعمال، إضافة لسهولة التنقل الداخلي والشحن الخارجي.

ويرى أستاذ الاقتصاد وعلم الاجتماع في جامعة "أرتوكلو" متين أرول، أن المستثمرين العرب استفادوا من انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار.

وقال إن تركيا تمثل بيئة مثالية للعرب بالنظر إلى كونها بيئة آمنة ومستقرة وقريبة من المجتمعات العربية، مبيناً أن سياسة الانفتاح الاقتصادي في تركيا وتوفر ميزة التجنيس والاستقرار مع العائلة جذبت الكثير من العرب إلى تركيا، بحسب ما نقله تقرير نشره موقع "الجزيرة نت."

من جانبه، قال رئيس الجالية الصومالية محمد محمود محمد، إن جذب تركيا للاستثمار العربي يعود إلى قوة الإنتاج التركي وتوسع قاعدته التصديرية عالميا بما يشمل البلدان العربية.

ولفت إلى أن المستثمرين الصوماليين في تركيا ينشطون في مجال الخدمات والسياحة والعقار، منوها إلى أن مقديشو تستورد بضائع بنحو مئتي مليون دولار سنويا من هناك.

وعلى صعيد الطلاب العرب، فإنهم يشكلون نسبة كبيرة بالجامعات التركية، حيث يأتي السوريون بالمرتبة الأولى ووصل عددهم إلى نحو عشرة آلاف طالب، ثم يأتي العراقيون وهم أكبر جالية عربية بعد السوريين، ويصل عدد طلابهم إلى 4414، ويتبعهم الليبيون الذين تخطى عددهم 1668 طالبا، بحسب موقع "سي إن إن ترك CNN TURK".

وكانت الجاليات العربية أعلنت تأسيس اتحاد لها قالت إنه حصل على ترخيص لعمله وفق القانون التركي، وأوضحت اللجنة الإدارية في مؤتمر صحفي بوقت سابق إن الاتحاد منظمة تعمل على توحيد جهود جميع ممثلي الجاليات العربية.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للاتحاد متين توران أن الحكومة التركية تقدم التسهيلات اللازمة لاتحاد الجاليات العربية، فضلا عن منحها التراخيص الرسمية التي تساعد في حل الإشكاليات التي يواجهها العرب.

وأضاف أن هدف الاتحاد تسهيل التواصل بين الدولة والجاليات العربية -المقدر عددها بـ٥ ملايين شخص- وأيضا تقديم خدمات للعرب هناك كحل المشاكل في دائرة الهجرة وافتتاح مدارس ومشاف عربية وتطوير العلاقة مع الدولة ودعم الاندماج.

ونقل تقرير "الجزيرة نت"، قصة الحاج الفلسطيني فتحي السماعنة الذي انتقل مع عائلته من رام الله إلى غازي عنتاب للعيش فيها عند ابنه مجدي الذي أنهى دراسة طب الأسنان في إحدى الجامعات التركية وافتتح عيادة له.

وعبّر الحاج الفلسطيني عن سعادته للعيش في تركيا التي تنتشر فيها المساجد والتي يسمع بها الأذان ويشعر بمحبة الأتراك لفلسطين، مشيرا إلى تشابه الثقافة والعادات والكثير من الصفات بين الشعبين التركي والعربي.

أما رجل الأعمال السوداني محمد حمدان، فقد انتقل من الخرطوم إلى إسطنبول في عام 2012، بعد فشل شركته في بلده بسبب الغلاء والركود وتذبذب سعر صرف العملة الوطنية، وأسس شركة للشحن.

ويقول رجل الأعمال السوداني، إنه "عندما وضعت قدمي في إسطنبول، لم أكن أعرف شيئًا عن تركيا، ثم قابلت العديد من الناس واكتسبت ثقتهم وأصبحت شريكا لهم بعدما بدأت في تجارة بيع الساعات التي أصبحت جزءا مني، فكنا نشتري الساعات والمنتجات التركية من تركيا ونبيعها للشركات في السودان". مضيفا "مقارنة بالدول العربية فالأشياء هنا رخيصة جدًا وعالية الجودة".

شركة محمد توسعت وأصبحت تقوم بشحن البضائع إلى دول مثل الصومال والسنغال بالإضافة للسودان، كما تعمل أيضا في مشاريع البناء في أفريقيا بمساعدة المقاولين الأتراك، حيث فاز مؤخرا مع شركائه الأتراك بمناقصة اﻷعمال الميكانيكية والديكورية في مطار غينيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!