ترك برس

كغيرهم من أطياف المجتمع التركي، يعيش أبناء الجاليات العربية في تركيا، مرحلة فيروس "كورونا" المستجد، في ظروف استثنائية، كما هو الحال في جميع بلدان العالم.

ومنذ اللحظات الأولى لإصدار السلطات التركية، التعليمات الخاصة بمكافحة انتشار "كورونا"، في أوائل مارس/آذار الجاري، اختارت الجالية العربية الالتزام بها، مع وجود استثناءات بالطبع.

أبرز صور امتثال الجالية العربية، بتعليمات السلطات التركية، هي التزامهم منازلهم وتجنب الخروج إلا في حالات الضرورة، مطبقين الحجر المنزلي الطوعي.

وكالة الأناضول رصدت آراء وأوضاع بعض أبناء الجالية العربية في تركيا، والذين أعربوا عن تقديرهم ورضاهم عن الإجراءات التركية لمكافحة "كورونا" واحتوائه، مؤكدين التزامها بكافة التعليمات الحكومية كالبقاء في البيوت، للمساهمة بانحسار الفيروس.

وخلق الوضع الراهن من الحجر المنزلي الطوعي، وقت فراغ كبير لدى الكثير من أبناء الجالية العربية في تركيا، وللطلاب الذين يدرسون عن بعد، عقب إغلاق المدارس، وهو ما حاول أبناء الجالية استغلاله في العديد من النشاطات.

ونقلت "الأناضول" عن المهندسة العراقية كنار عبد القادر، تأكيدها التزامها بالتعليمات التي أكدت عليها الحكومة التركية، وذلك بتطبيق الحجر الصحي الطوعي في البيوت، مضيفة: "أحاول أن استغل الوقت في إسطنبول بقضاء لحظات ممتعة مع عائلتي، حيث نمضي الوقت في متابعة الأفلام والبرامج التلفزيونية، وأساعد في تعليم الأطفال الذين يدرسون عن بعد، عبر تعليمهم دروس اللغة الإنكليزية".

أما الصحافي اليمني محمد الأحمدي، فلفت إلى أنه "ملتزم بتعليمات الحكومة التركية، بالبقاء في البيوت كإجراء احترازي للوقاية من كورونا".

وتابع الأحمدي قائلا: "هذه التعليمات هي حماية لنا وللمجتمع التركي والمقيمين في البلاد، نأخذها بجدية ولا نغادر البيت إلا للضرورة، ضمن مراعاة الشروط اللازمة أثناء الخروج والعودة".

وأردف: "لدي طفلان في المدرسة يتلقيان التعليم عن بعد في البيت، يحضران الدروس وإعادتها، ويعكفان على حل الواجبات المنزلية باهتمام، واتابع الأمر مع زوجتي فيما يتعلق بالواجبات".

وتابع: "كما نكون على تواصل دائم مع المدرسين في المدرسة، للتأكد من حضور الدروس وحل الواجبات".

وحول الوقت الذي يقضيه في المنزل قال "أقضي الوقت بمتابعة دروس الأولاد، ومساعدة العائلة في ترتيب البيت والتعقيم، وأشارك في المداخلات التلفزيونية حول الأزمة اليمنية والمعاناة هناك".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالصحافي اليمني هو من ضمن المساهمين بالمنشورات التوعوية من خلال الهيئة الإدارية للجالية اليمنية في تركيا.

وقال: "أنشأنا غرفة طوارئ من أطباء يمنين وطلاب، للاستفسار حول التدابير الوقائية وتقديم أي استشارات طبية".

أما الفلسطينية بسمة كوارع، قالت: "مثل غيري أعمل من المنزل، وهو قرار حكيم من أرباب العمل للحفاظ على حياتنا.. وهو ما يعني قضاء وقت أكبر مع والدتي في المنزل".

أما مي فؤاد من الجالية المصرية، فثمنت جهود الحكومة التركية وتدابيرها، من توفير كل البضائع بشكل دائم، رغم تدافع الناس على تخزينها بكميات كبيرة، وقالت: "لم نشعر بأية أزمة".

وأردفت: "نقضي الوقت في المنزل ما بين متابعة القنوات التعليمية الحكومية للمراحل المختلفة، حيث لدينا مرحلة إبتدائية وإعدادية وثانوية، وما بين الصلاة والتضرع إلى الله لرفع هذا الوباء، كما نشارك في تحية الكادر الطبي يوميا في تمام الساعة التاسعة مساء".

وروت فؤاد قائلة: "سافرت لمدة 10 أيام في بداية مارس/آذار، ومنذ عودتي من السفر كان يتم الاتصال بي يوميا لمدة 14 يوم مرتين للاطمئنان على صحتي، مع التنبيه الدائم إلى الالتزام بالحجر المنزلي".

من ناحيتها قالت مواطنتها آية حسن: "نمضي الوقت بين قراءة القرآن والأذكار، وأعمال المنزل اليومية، من تنظيف وطبخ وغسيل".

وتابعت: "وأنا عن نفسي لأنني ملتزمة بعمل فإني أعمل عن بعد أون لاين، ومن يدرس يتابع موقع التعليم عن بعد لبعض الوقت، وهناك وقت للتسلية مساء بلعب بازل او مشاهدة التلفاز".

يشار إلى أن تركيا استقبلت خلال الأعوام الماضية، العديد من الجاليات العربية التي تقيم وتعمل في المدن التركية، وعلى رأسها مدينة إسطنبول التي تعد ملتقى للعرب من مختلف الأنحاء.

وحتى مساء السبت، سجلت تركيا 108 حالة وفاة و7 آلاف و402 إصابة بفيروس كورونا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!