ترك برس-الأناضول

تقول سفيرة تركيا لدى الكويت، عائشة هلال كويتاك، إن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ترك لعلاقات البلدين "إرثًا ثمينًا".

وفي حوار مع وكالة الأناضول التركية، أعربت كويتاك، عن اعتقادها بأن مسيرة العلاقات المتينة بين تركيا والكويت، ستواصل زخمها وستمضي قدمًا إلى الأمام في عهد أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الديوان الأميري في الكويت، وفاة أمير البلاد، الشيخ صباح عن عمر ناهز 91 عاما، وخلفه في المنصب الشيخ نواف، وفق المادة الأولى من قانون "توارث الإمارة".

وتفيد السفيرة أن الأمير الراحل أولى العلاقات الثنائية مع تركيا اهتمامًا خاصًا، وعمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشكل صادق وقوي من أجل تعزيز ورفع مستوى العلاقات بين بلديهما.

وحول الخطوات التي اتخذها الزعيمان لتطوير العلاقات خلال السنوات الأخيرة، تشير كويتاك أن "البلدين تمكنا بفضل التوجيهات الحكيمة لهما من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بالتوازي مع العلاقات السياسية".

** عام استثنائي

وتنوه كويتاك إلى أن "2017 كان عامًا استثنائيًا" وشهد خمس زيارات متبادلة على مستوى رئاسة الدولة، إذ زار أردوغان الكويت ثلاث مرات مقابل زيارتين أجراهما أمير الكويت الراحل.

وتضيف: "مما يثير الإعجاب أيضًا، إصرار الأمير الراحل على المشاركة في الاجتماعات الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن فلسطين والقدس، التي عقدت في تركيا، رغم تقدمه في السن".

وتؤكد السفيرة التركية أن الشيخ صباح قدم مساهمات قيمة ليس فقط للعلاقات الثنائية مع تركيا، بل للسلام والازدهار في المنطقة بأكملها أيضًا.

وتشدد على أن الكويت، وتحت قيادة الأمير الراحل، تحولت إلى نموذج يحتذى به في مجال التفاهم السلمي والبنّاء والسياسات الخارجية الحكيمة.

كما تحولت الكويت أيضا إلى دولة رائدة في جهود الوساطة والتسهيل لحل النزاعات، وأصبحت مصدر استقرار للمنطقة، وفق ما تؤكد كويتاك.

** إرث مستمر

وتلفت إلى أن الشيخ نواف، أمير البلاد الجديد، له باع طويل في السياسة، إضافة إلى كونه رجل دولة متمرّس، مشددة على رغبة تركيا في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بكافة المجالات، بما يتماشى مع مصالح البلدين.

وأعربت كويتاك عن اعتقادها بأن الإرث الذي تركه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح، للعلاقات التركية الكويتية، سوف يستمر وبقوة في عهد الأمير الجديد الشيخ نواف.

وتتطرق إلى أن "الرئيس التركي أجرى اتصالا هاتفيا مع الشيخ نواف عقب وفاة المغفور له بإذن الله، الأمير الراحل الشيخ صباح"، مشيرة إلى محادثات مرتقبة بين الزعيمين في الفترة المقبلة.

وتشير السفيرة إلى أهمية العلاقات التركية مع الكويت، لاسيما في مجالات التجارة والسياحة، وأن الأخيرة تتصدر قائمة الدول الخليجية من حيث تسيير رحلات جوية إلى تركيا.

وتذكر أن أكثر من 374 ألف سائح كويتي زاروا تركيا في 2019، إضافة إلى أن مواطني الكويت يمتلكون ما يقرب من 10 آلاف عقار هناك، مما جعلهم يتصدرون قائمة المواطنين الأجانب في هذا الجانب.

وتشدد كويتاك على أهمية تطوير العلاقات مع الكويت في كافة المجالات، لاسيما في المجال الثقافي، مشيرة أن بلادها ترغب في افتتاح فرع للمركز الثقافي التركي (يونس أمره) في الكويت.

وتقول: "منذ أن أصبحت سفيرة لأنقرة لدى الكويت، دعمنا دورات اللغة التركية وفعّلنا المنح الدراسية العربية المخصصة للطلاب الأتراك من قبل حكومة الكويت".

كما توضح أن إجمالي حجم التجارة بين البلدين بلغ 711 مليون دولار في عام 2019، في ظل تزايد مستويات حجم التجارة الثنائية عام 2020.

وتشهد العلاقات التركية - الكويتية تطورا ملموسا، منذ عامين، حيث وقع الطرفان عددا من الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية والأمنية، وقد ساعدت اللجنة المشتركة، التي شكلها البلدان عام 2018، في دفع العلاقات الثنائية بشكل لافت.

وفي عهد الأمير الراحل، تكررت مواقف تركيا المتوافقة مع جهود الكويت بشأن التأكيد على أهمية دعم المساعي الرامية إلى حل الأزمات الراهنة في المنطقة بالطرق الدبلوماسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!