ترك برس-الأناضول

تحتضن بحيرة "بافا" بين ولايتي موغلا وأيدين جنوب غربي تركيا، أصنافا كثيرة من الطيور، بينهما أنواع مهدد بالانقراض، وهو ما منحها لقب "جنة الطيور."

حتى قبل القرن الثالث الميلادي، كانت البحرية عبارة عن خليج بحري على ساحل بحر إيجة، إلا أن تحولات بيئية وطمي جرّه نهر مندريس الكبير، جعل من "بافا" بحيرة باتت موطنا لتكاثر واستراحة العشرات من أصناف الطيور.

كما أن البحيرة وجهة مفضلة لأصناف مختلفة من الطيور، لقضاء موسم الشتاء فيها.

وتحتوي البحيرة، وهي الأكبر بين نظيراتها في منطقة إيجة، على 5 جزر، إضافة إلى مدينة أثرية قديمة تحمل اسم "هيراكليا" وتضم بقايا قلعة تعود إلى العصر البيزنطي.

ويزيد من أهمية "بافا" وجودها قرب جبل "لطموس"، وهو يضم رسومات صخرية تعود إلى ما قبل 8 آلاف عام، مما يزيد من أعداد السائحين المحليين والأجانب القادمين إلى المنطقة لرؤية معالمها الطبيعية والتاريخية والأثرية.

وتتمازج الطبيعة الخلابة بالآثار التاريخية والتنوع البيولوجي في بحيرة "بافا"، لتبدو وكأنها لوحة فنية رسمتها الطبيعة بألوان جذابة.

ويقيم السائحون في أكواخ خشبية صغيرة أو ينصبون خيمهم قرب البحيرة، ويمارسون رياضة المشي في الطبيعة.

كما تشهد المنطقة إقبالا على صيد السمك، وتنظيم رحلات ومعسكرات وأنشطة خاصة بمراقبة الطيور.

وأقامت السلطات التركية شرفة متحركة، تتيح للزوار مراقبة أنواع الطيور والنباتات في المنطقة.

وتشكّل البحيرة مصدر دخل مهم لسكان القرى المجاورة لها، حيث يصطادون منها الأسماك ويبيعونها.

** محمية طبيعية

وقال بهاء الدين سوروجو، رئيس جمعية حماية النظام البيئي وعشاق الطبيعة (EKODOSD)، للأناضول، إن المنطقة مصنّفة كمحمية طبيعية منذ عام 1994.

وأضاف سوروجو: نظرًا لاحتواء بحيرة "بافا" على 261 صنفا من الطيور، فإنها تُلقب بـ"جنة الطيور."

وتابع: "بحيرة بافا ثرية جدا بأصناف الطيور المختلفة، وبالأخص منطقة سرتشين. حيث تحتوي على أصناف من الطيور تواجه خطر الانقراض. مثل الفلامينغو والبجع المتوّج الذي يتخذ من المنطقة مكانا مفضلا للتغذية."

وحول أبرز الأنشطة الهادفة لجذب الزوّار إلى المنطقة، قال سوروجو ، إنه تم إنشاء أبراج لمراقبة الطيور، وشرفة زجاجية، ومسار مخصص للدراجات الهوائية بطول 12 كيلو مترا.

كما تجذب المنطقة هواة التصوير، حيث يقصدها العشرات منهم لالتقاط صور نادرة للطيور والمنظر الطبيعي للبحيرة، بجانب استمتاعهم بالهدوء عبر السير بين أحضان الطبيعة، بعيدا عن الصخب، بحسب سوروجو.

وأفاد بأن المنطقة تجذب المصطافين، والعديد من محبي مراقبي الطيور يأتون من خارج تركيا إلى بحيرة "بافا"، لاحتضان المنطقة أصنافا كثيرة متنوعة من الطيور.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!