ترك برس

تعيش السيدة التركية فاطمة مازي (66 عامًا)، في منطقة الحسا بولاية هاتاي التركية، حيث ترعى الأغنام في سفوح جبال أمانوس منذ أن كانت تبلغ من العمر 16 عامًا. العمة فاطمة، صاحبة 40 شاة وماعز، تعتني بعائلتها بالمال الذي تكسبه من هذه المهنة، خاصة بعدما أصيب زوجها في ساقه وتعذر عليه القيام بالرعي.

تقول فاطمة إنها بدأت العمل في رعي الغنم في سن السادسة عشرة، مضيفة: "زوجي كان أيضًا راعيًا في الماضي، لكنه لم يستطع الذهاب إلى العمل عندما أصيب في قدمه... لقد تركت هذا العمل لفترة وعندما مرض زوجي، توليت الوظيفة من جديد. هذا ما أعرفه منذ طفولتي. لقد ربيت أطفالي الخمسة بالمال الذي كسبته من عملي في الرعي".

تؤكد العمة فاطمة مازي أنها لا تخجل من مهنة رعي الغنم التي امتهنها عدد من الأنبياء وصبروا على مشقتها، مضيفة أن الماعز حيوان جبلي سريع الحركة صعب الترويض ويحتاج إلى مساحات واسعة للمرعى، فهو يقطع في اليوم الواحد مسافة لا تقل عـن عشـرة كيلومترات بحـثًا عن العشب والكلأ، متنقلًا من موقع لآخر دون كلل أو ملل، الأمر الذي يزيد صعوبة هذه المهنة، مشيرة الى أن الراعي المحترف هو الذي يختار المكان المناسب للرعي بحيث يكون كثير العشب والماء لأغنامه التي يتابعها ويحميها من الافتراس أو السرقة، مضيفة أنها تتسلح بصبرها وعصاها، وبين الحين والآخر برفع الصوت ونهر الغنم عن التفرق.

وتتابع العمة فاطمة قائلة إنها أمضت معظم أيام حياتها في رعي ماشيتها في سفوح جبال أمانوس، وإنها تحب وظيفتها على الرغم من عمرها، وأنها على الرغم من كل الصعوبات إلا أن البسمة لم تفارق وجهها. هذه البسمة التي تصفها بأنها قوة تعينها في مواجهة تحديات الحياة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!