ترك برس

أثارت التصريحات الإيجابية المتبادلة بين المسؤولين الأتراك والمصريين حول إمكانية التقارب بين البلدين، انزعاج اليونان التي تحاول ثني القاهرة عن تحسين علاقاتها مع أنقرة، فيما كشفت صحيفة تركية عن إجراء اتصال سري بين رئيس الوزراء اليوناني، والرئيس المصري، حول هذه المستجدات.

وفي 18 شباط/ فبراير الماضي، أعلنت مصر عن مناقصة للحصول على تراخيص لـ24 قطعة للتنقيب عن الهيدروكربونات والتنقيب في شرق المتوسط، وتم تحديد حدود القطعة 18 على الخريطة مع مراعاة حدود الجرف القاري الذي أبلغت عنه تركيا الأمم المتحدة في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

وفي معرض تعليقه على الخطوة المصرية، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه يمكن التفاوض مع مصر بشأن الحدود البحرية في شرق المتوسط، بناء على سير العلاقات بين البلدين.

وأوضح تشاووش أوغلو، أن "مصر أظهرت احترامها للحدود الجنوبية لجرفنا القاري عندما وقعت اتفاقها مع اليونان، وهي تقوم الآن بأبحاثها السيزمية في جرفها القاري، وتحترم جرفنا القاري، ونحن نرى ذلك إيجابيا".

وتشهد العلاقات المصرية التركية توترات سياسية منذ منتصف العام 2013، على خلفية الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر ولم تعترف به أنقرة كسلطة رسمية حتى اليوم؛ رغم التبادل التجاري المتواصل بين البلدين.

وأفادت صحيفة "حرييت" التركية، أن التحركات المصرية الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حول العلاقات بين أنقرة والقاهرة، تسببت في حالة من الذعر لدى أثينا.

وأجرى وزير الخارجية اليونانية نيكوس ديندياس اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري سامح شكري، فيما أجرى رئيس الوزراء كرياكوس ميكوتاكيس، اتصالا مماثلا وسريا الأربعاء الماضي برئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مستفسرا منه عن نوايا القاهرة، ومعربا له عن قلقه.

"حرييت" قالت إن "أثينا سعت لإبقاء الاتصال الهاتفي بين ميكوتاكيس والسيسي سرا، ومع ذلك فإن القاهرة عندما أطلقت تصريحا بالأمر، فقد قالت المتحدثة باسم الحكومة اليونانية أريستوتيليا بيلوني، إنهم يجرون اتصالات متكررة مع مصر، ولا داعي لشرح تفاصيل كل اتصال يجرى".

وأوضحت أن تحركات القاهرة التي أثارت قلق أثينا تتمثل في أن المناقصة المصرية كانت مناسبة بالنسبة لتركيا.

وطالبت اليونان مصر، بإجراء تغيير على الخريطة على أنه لا يوجد جرف قاري لتركيا، بحسب ما نقله تقرير لـ "عربي 21."

أما الأمر الثاني والذي أثار انزعاج اليونان، فهو أن السيسي عندما قام بزيارة أثينا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قدم مقترحا بأن اتفاقية طريق خط أنابيب الغاز "إيست ميد" الموقعة بين اليونان و"إسرائيل" وقبرص اليونانية في كانون الثاني/ يناير 2020 بموافقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، استبعد فيه قبرص اليونانية.

ويشمل المقترح المصري تغيير مسار الخط من "إسرئيل- قبرص- كريت- مصر، إلى "إسرائيل- مصر- كريت".

وناقش ميكوتاكيس المقترح المصري والذي يقوض الطموحات اليونانية في شرق المتوسط، مع زعيم قبرص اليونانية نيكوس أناستاسياديس، والذي بدوره عارضه.

وقالت "حرييت"، إن هناك اجتماعات تعقد على مستوى المخابرات بين البلدين، كما أن المحادثات السياسية يمكن أن تبدأ مجددا.

وذكرت وسائل إعلام يونانية، أن وزير خارجية أثينا ديندياس سيصل القاهرة الاثنين المقبل للقاء نظيره سامح شكري، وسيذهب إلى قبرص اليونانية ويلتقي نظيره نيكوس كريستودوليدس، أثناء عودته من مصر.

الإعلام اليوناني قال إن ديندياس سيطلب من القاهرة في إطار بادرة النوايا الحسنة، تغيير الخريطة المتعلقة بالمناقصة.

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية تفجرت أزمة ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، حيث أبرمت تركيا وليبيا اتفاقية لترسيم الحدود البحرية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، سجلتها الأمم المتحدة واعتبرتها سارية منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقالت أنقرة إنها تصب لصالح مصر وتمنحها مساحة 11 ألف كيلومتر بشرق المتوسط.

وترجع أهمية المياه الاقتصادية بشرق المتوسط إلى إعلان هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عام 2010، احتواء تلك المنطقة على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل احتياطي من النفط، (200 تريليون قدم مكعب من الغاز الآن).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!