ترك برس

نشر رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، تغريدة تهنئة بمناسبة يوم المرأة العالمي، هنأ فيها رئيسة حزبين معارضين، أحدهما حليف له، إلا أن منشور التهنئة لم يصل لغايته، بل وتحول إلى سبب لجدل سياسي في البلاد.

تقدّم "إمام أوغلو" في تغريدته، بالتهاني لزعيمة الحزب الجيد (İYİ Parti)، ميرال أكشنار، والرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، بيرفين بولدان، بذات التغريدة.

التغريدة التي جمعت ما بين أكشنار، وبولدان، أثارت غضبا داخل حزب الجيد، وتبادلا للتصريحات بين الحزبين المشاركين في تحالف المعارضة.

وبعد عملية "غارة" التي أدت إلى إعدام منظمة "بي كا كا" الإرهابية للرهائن الأتراك، تصاعدت الأصوات المطالبة بإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، فيما وجه لحزب الشعوب الديمقراطي بالتواطؤ مع المنظمة المذكورة.

وعلى الرغم من مشاركة الحزب الجيد في تحالف المعارضة، إلا أن أصواتا ترتفع داخله رافضة المشاركة مع حزب الشعوب الديمقراطي.

ورغم رسالة الشكر التي وجهتها الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى على التغريدة، إلا أن زعيمة الحزب الجيد تحفظت عليها.

ميرال أكشنار قالت بعد انتقادات وجهها نائب رئيس حزب الجيد: "نحن كحزب الجيد، نحاول بناء تركيا بحيث يمكن للجميع التحدث عن رأيهم، وتوجيه الانتقادات بوضوح".

وأشارت إلى أن "تغريدة إمام أوغلو، لم تعجب الكثير من أعضاء الحزب، وقد عبروا عن رأيهم بالأمر، وأنا أحترم ذلك".

وقال النائب البرلمان لولاية إسطنبول عن الحزب الجيد، يافوز أغيرلي أوغلو: "أرى من الخطأ ذكر أسماء سياسيي حزب الشعوب الديمقراطي الذي نرى أنه لم يترك مسافة عن شبكة إجرام (بي كا كا) جعلت الأمهات من دون أبناء لسنوات طويلة، وهي مسألة كرامة وحساسية وطنية، مع ميرال أكشنار التي تعتبر الوفاء لأمهات الشهداء وفاء للوطن".

وقامت "بي كا كا"، باختطاف عدد من الشبان في منطقة ديار بكر التركية، فيما أعدمت عددا من الرهائن في الآونة الأخيرة.

وتواصل الأمهات الاعتصام منذ أكثر من 550 يوما وتحديدا منذ 3 أيلول/ سبتمبر 2019، أمام مقر "حزب الشعوب الديمقراطي" بولاية ديار بكر إذ يتهمنه بالضلوع في اختطاف أبنائهن وزجهم في صفوف المنظمة الإرهابية.

بدوره رد سكرتير الحزب الجيد في إسطنبول يوجال جوشكن، على إمام أوغلو بالقول: "نحن نرفض وبشدة ذكر اسم رئيستنا وحزبنا إلى جانب أناس وهياكل لا يمكننا التعايش معها تحت أي ظرف من الظروف".

تصريحات قيادات في حزب الجيد، أثارت غضبا وأزعجت حزب الشعوب الديمقراطي، ما دفع العديد من قياداته بما فيهم صلاح الدين دميرطاش والمعتقل منذ عدة سنوات بتهمة الإرهاب، للرد.

وهاجمت القيادية في "الشعوب الديمقراطي" فاطمة كورتولان، الحزب الجيد، وقالت إنهم موجودون بالبرلمان بأصوات أعضاء حزبها في التحالف.

بدوره، وصف دميرطاش من داخل سجنه، التصريحات الصادرة من داخل حزب الجيد بـ"الفاشية"، مردفاً: "لا يحق لممثلي الأحزاب الأخرى إهانة حزب الشعوب الديمقراطي وتوجيه النصائح له، قوتهم لا تكفي".

وتابع: "يجب إقامة حوار وعلاقة حاسمة في إطار الممارسات الديمقراطية، والخطاب الفاشي لبعض السياسيين العنصريين من الحزب الجيد يدمر كافة سبل الحوار".

ويأتي ذلك في ظل الصدع الذي طال مؤخرا "تحالف الأمة" والذي يتكون من "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"الشعوب الديمقراطي" و"السعادة"، وسط انقسامات واستقالات داخل تلك الأحزاب، بحسب تقرير لـ "عربي 21."

وعلى الرغم من الرفض الذي يزداد اتساعا داخل الحزب الجيد، من البقاء في داخل التحالف مع "الشعوب الديمقراطي"، فإن الأمر ذاته يأتي من داخل "الشعب الجمهوري" الذي يقوده كمال كليتشدار أوغلو.

الصدع الذي يزداد يوما بعد يوم، قد يسهم في التأثير على قوائم "تحالف الأمة" في مواجهة "تحالف الجمهور" الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2023.

يُذكر أن الأحزاب السياسية في تركيا، تتوزع حالياً بين تحالف الجمهور الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم إلى جانب الحركة القومية، يقابله تحالف الأمة المعارض والذي يضم أحزاب الشعوب الجمهوري، والجيد والشعوب الديمقراطي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!