ترك برس

يتواصل الجدل داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، حول "أزمة الكرسي"، وذلك بعد الحرج الذي تعرضت له رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تركيا قبل أيام، عندما جلس رئيس المجلس الأوروبي على مقعد وحيد بجوار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حين وقفت رئيسة المفوضية مندهشة لوهلة حين لم تجد مقعدا مخصصا لها.

وفي هذا السياق، أكد جهاز المجلس الأوروبي أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال له الأولوية في البروتوكول الدولي، لكن المفوضية تحتج على هذه القراءة، وتطالب بالمستوى البروتوكولي نفسه.

في حين طلبت فون دير لاين من مكتبها الاتصال بمكتب المجلس الأوروبي "لإيجاد ترتيب يتيح تجنب مثل هذه الأوضاع في المستقبل"، وذلك حسب ما أوضحه الناطق باسمها إريك مامر، الذي أضاف أن هناك مذكرة تعرض في 5 نقاط مطالب رئيسة المفوضية على أساس "تفسير القواعد السارية" نُقلت عبر البريد الإلكتروني إلى مساعدي شارل ميشال، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وقال ممثل عن المجلس الأوروبي -وهو الهيئة التي تمثل 27 دولة الأعضاء- لوكالة الصحافة الفرنسية إن النص يعد كأنه "سلسلة شروط" فرضتها المفوضية رغبة في إضعاف المجلس"، وأضاف أن "المفوضية تستفيد من هذا الحادث لإعادة النظر في اتفاقيات، خاصة المادة 15 التي تفصل مسؤوليات كل المسؤولين".

لكن الناطق باسم رئيسة المفوضية الأوروبية نفى أن تكون تلك هي النية، وقال "لا نطالب بشيء أكثر مما هو وارد في الاتفاقيات"، وأضاف أنه "من غير الوارد بالنسبة لفون دير لاين أن تكون راغبة في التحدث مكان رئيس المجلس في قضايا السياسة الخارجية والأمن المشترك".

ونفى شارل ميشال -الذي واجه انتقادات شديدة من عدد من النواب الأوروبيين بسبب صمته على ما وقع في أنقرة- وجود أي نزعة تمييزية بحق المرأة، وقال -في مقابلة مع وسائل إعلام أوروبية- إنه لم يتفاعل مع المسألة من أجل تجنب "حادث (دبلوماسي) أخطر" مع أنقرة.

وأضاف رئيس المجلس الأوروبي لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية "لا أخفي سرا بأنني لم أعد أستطيع النوم جيدا في الليل منذ ذلك الحين".

وسيستمع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء إلى فون دير لاين وشارل ميشال، إذ طالبوا بفتح نقاش حول ما حصل في العاصمة التركية.

وقبل أيام، أثير جدل ببروكسل عقب انتشار مقطع مصور يظهر استقبال الرئيس أردوغان للمسؤولين الأوروبيين، بالمجمع الرئاسي، بدعوى أن الجانب التركي لم يخصص مقعدًا لرئيسة المفوضية يناسب منصبها بحسب البروتوكول، لذلك اضطرت إلى الجلوس على أريكة.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن تنفيذ بروتوكول الجلوس، خلال اللقاء، الثلاثاء الماضي، جرى اعتماده من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن الفرق المعنية بتنظيم البروتوكول تجتمع قبيل الزيارات المقررة وتجري المباحثات اللازمة.

وأردف: "بعبارة أخرى، تم تحديد ترتيب الجلوس بما يتماشى مع الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!