ترك برس

نقل تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية، عن باحث مصري قوله إنه يمكن لمحور القاهرة أنقرة، حال تشكله، أن يصبح محورا معطلا لمشاريع تصدير الغاز إلى أوروبا بما يتخطى المصالح المصرية،

وقال الأكاديمي والباحث المصري في العلوم السياسية محمد الزواوي، إن أنبوب نفط يمر في الحدود البحرية لكل من تركيا وليبيا ومصر يصب في المصلحة المصرية لتصدير الغاز إلى أوروبا.

وبحسب الزواوي يمكن للقاهرة وأنقرة أن تطورا التعاون في مجال البحث السيزمي (تنقيب عن البترول والغاز) والكشف البحري عن الطاقة بواسطة السفن التركية الخاصة بذلك، وتتلافيا عقود الإذعان مع الشركات الغربية التي تحصل على نصيب الأسد من تلك الثروات.

وعزا الباحث المصري، حالة السيولة في بنية التحالفات بالمنطقة إلى عدم وجود نظام إقليمي متماسك تقوده قوة أو قوى مهيمنة، ومن ثم فالكل الآن يبحث عن مصلحته التكتيكية قصيرة المدى من دون أن تكون هناك مظلة جامعة تقود تحالفات إستراتيجية.

وأوضح الزواوي أن التطبيع الخليجي مع إسرائيل مثَّل اليقين لحالة الشك في نهاية النظام العربي، مستشهدا بتصريحات سابقة للسيسي قال فيها إن "الكل يبحث عن مصلحته"، في إشارة إلى المشروعات المزمع إجراؤها بقيادة الإمارات مع إسرائيل في مجالات الطاقة، والتي تتجاوز المصالح المصرية سواء في قناة السويس أو في طموحات مصر لتسييل الغاز.

وتطرق المتحدث إلى التقدم التركي السريع في المجالات التقنية والتي وضعت تركيا في مصاف الدول الكبرى، في مجال استخدام وتشغيل الطائرات المسلحة من دون طيار، مشيرا إلى أن المجال العسكري قد يعد حقلا جديدا للتعاون بين البلدين.

وأوضح الأكاديمي المصري أن ما يعزز هذا الطرح أن كلتيهما تلاقي صدودا من الولايات المتحدة فيما يتعلق بتصدير طائرات "إف-35" (F-35) المتقدمة، وهو ما وضعهما في تقارب مع روسيا، التي لا تمانع في تصدير أحدث طائراتها من نوعي سوخوي (Sukhoi) وميج (MiG) المنافستين للطائرات الأميركية، بما يمكن أن يسمح بمزيد من التعاون في المجالات الدفاعية كذلك.

يُشار إلى أنه بعد سنوات من القطيعة السياسية، أسفر التقارب المصري التركي عن تهدئة الصراع الثنائي، وتزايد فرص عودة العلاقات إلى طبيعتها، وسط مخاوف من حلفاء القاهرة في السنوات الماضية من أن يكون لهذا التقارب أثر سلبي على تحالفات مصر الجيوسياسية، خصوصا فيما يتعلق بالنزاع البحري بمنطقة شرق المتوسط.

وما يعزز من فرضية هذه المخاوف لقاءٌ رباعي شهدته قبرص يوم الجمعة الماضي، ضم وزير خارجيتها ونظيريه الإسرائيلي واليوناني والمستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، في حين تم استبعاد مصر مجددا بعدم دعوتها إلى تحالف كثيرا ما سعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تدعيمه في السنوات الأخيرة.

وفي تجاهل آخر لمصر، وقع الثلاثي (إسرائيل وقبرص واليونان) في مارس/آذار الماضي اتفاقا لتطوير أطول وأعمق كابل كهربائي في العالم، يربط بين أوروبا وآسيا تحت سطح البحر.

ومطلع العام الماضي اتفق الثلاثي نفسه، بجانب إيطاليا، على تدشين مشروع خط أنابيب شرق المتوسط "إيست ميد"، في وقت كانت تأمل فيه القاهرة أن تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية التركية تقاربا، حيث ينتظر أن يزور وفد تركي القاهرة في مايو/أيار المقبل تلبية لدعوة مصرية، حسبما كشف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!