ترك برس

أكد السفير التركي لدى بغداد، علي رضا غوناي، أن فترة واعدة ستبدأ بين العراق وتركيا، وأن سفارته ستتبع دبلوماسية تمس كافة الشرائح في العراق.

وأوضح غوناي في تصريح لوكالة الأناضول، الخميس، أن السفارة ستكثف فعالياتها في عموم العراق خلال الفترة القادمة، وأنه يخطط لإجراء زيارات مكثفة لجميع محافظات العراق بغض النظر عن اختلافات المذهب والعرق.

وأضاف أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والعراق مستمرة، وأن الجانب التركي يعمل على إكساب هذه العلاقات زخما جديدا.

وقائل بهذا الخصوص: "العلاقات بين تركيا والعراق لها أبعاد استراتيجية، وعلينا تحقيق تقدم ملموس في كافة المجالات، وعلاقاتنا تستحوذ على أهمية كبيرة بالنسبة لاستقرار المنطقة".

وأردف: "الرئيس رجب طيب أردوغان كان يخطط لزيارة العراق العام الماضي، ونأمل أن نتخلص من وباء كورونا هذا العام وتتحقق هذه الزيارة".

وتابع: "وكذلك وزير خارجيتنا (مولود تشاووش أوغلو) يرغب في زيارة العراق، فالشعب العراقي يرحب بنا لأننا نحترم وحدة أراضيه ونعتبر أي تهديد يطالها بمثابة تهديد للأراضي التركية".

وأشار إلى وجود روابط تاريخية وأخوية وإنسانية بين تركيا والعراق، فيما لفت إلى اهتمام الشعب العراقي بمسلسلات الدراما التركية.

وذكر بأن البلدين يسعيان لتحقيق الأهداف المنشودة في العلاقات التجارية بينهما، وأن حجم التبادل التجاري بينهما تجاوز الهدف المتمثل بـ 20 مليار دولار سنويا.

وأردف قائلا: "اهتمام رجال الأعمال الأتراك بالعراق معلوم للجميع، ومن ينظر إلى شمال العراق يدرك دور المقاولين الأتراك في هذا التطور، ومن الممكن توسيع نطاق ذلك ليشمل مدنا عراقية عديدة".

وأكد أن هدف تركيا رفع حجم تجارتها مع العراق ودعم مساعي تنويع مصادر اقتصاد العراق وجعل البلد الأخير ممر تجاري مهم في المنطقة.

** ندرس إمكانية فتح بوابات حدودية جديدة

وأوضح غوناي أن تركيا تدرس إمكانية فتح عدد من البوابات الحدودية الجديدة مع العراق، مشيرا أنه من غير المنطقي أن تقتصر التبادلات التجارية بين الجانبين على بوابة واحدة.

وقال بهذا الخصوص: "نرغب بزيادة عدد البوابات الحدودية مع العراق، حيث نواصل الحوار مع إقليم شمال العراق في هذا الشأن، ويجب فتح ممر من الإقليم نحو الموصل وتلعفر (بمحافظة نينوى)".

ولفت إلى أن جودة المنتجات التركية تحظى بتقدير الأسواق العراقية.

وحول مدى تعاون حكومة بغداد مع تركيا فيما يخص مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية، قال غوناي: "مكافحة بي كا كا قضية لا يمكننا فهمها واستيعابها إلا من خلال التعاطف مع بعضنا البعض، فمنذ 40 عاما هناك دماء تسيل على يد هؤلاء الإرهابيين، وعلينا مكافحة هذه المنظمة المتغلغلة في العراق بكل تأكيد".

واستطرد: "الحكومة العراقية وحكومة إقليم شمال العراق هما اللتان يجب أن تقومان بهذا الكفاح بالدرجة الأولى، وعلى العراق أخذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع أي هجمات من أراضيها تستهدف الأراضي التركية".

وأكد غوناي أن تركيا تنظر إلى العراق ككل، بغض النظر عن الهويات المذهبية والطائفية والعرقية الموجودة فيه.

وذكر أنه يعتزم زيارة إقليم شمال العراق خلال الفترة القادمة وعقد لقاءات مع كافة الشرائح الموجودة هناك، لنقل مواقف تركيا تجاه العراق.

وتابع: "كما أود أن أتواصل مع سكان البصرة وأنا مستعد لاحتضانهم واللقاء مع شبابهم والاستماع لمخاوفهم، فمن الصعب فهم العراق دون التواصل مع هؤلاء".

وعن تركمان العراق، قال: "إنهم أبناء جلدتنا وهم بمثابة جسر صداقة بين تركيا والعراق، فهم لم يقدموا على أي تحرك يهدد وحدة الأراضي العراقية ورأينا ذلك في معارضتهم لاستفتاء استقلال إقليم شمال العراق عن البلاد".

وأردف: "تركمان العراق هم الأكثر تعرضا للاضطهاد، وعندما تطلعون على تاريخهم ترون كيف أنهم تعرضوا لمجازر كبيرة، فعلى العراقيين احتضان التركمان لأنهم بمثابة ضمان لوحدة العراق".

وعن مدارس وقف المعارف التركي، أفاد غوناي أن هذه المدارس حققت نجاحات كبيرة في العراق على غرار النجاحات التي حققتها في بقية الدول.

وأردف: "نأمل أن يتم إلحاق مدارس منظمة غولن الإرهابية بوقف المعارف التركي، فمدارس غولن تبدو وكأنها مناهل علم لكنها تخطط لسيناريوهات أخرى تحت ستار التعليم، وتركيا لا تعترف بالشهادات الممنوحة من مدارس غولن الإرهابية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!