ترك برس

تواصل تركيا تعزيز مكانتها العالمية في مجال الطائرات المسيرة، بشقيها الاستطلاعي والمسلّح، إلى أن أصبحت مؤخراً رابع أكبر منتج للمسيّرات المقاتلة بعد الولايات المتحدة والصين وإسرائيل.

والاثنين، وقعت تركيا صفقة مع بولندا، لتزويد الأخيرة بطائرات مسيرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" التي حققت نجاحات بارزة على جبهات القتال في سوريا، وأذربيجان وليبيا، فضلاً عن استحقاقاتها في العمليات الأمنية بالداخل التركي ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية.

وبهذا، أصبحت بولندا أول دولة عضو في حلف الناتو تشتري المسيّرات التركية.

https://twitter.com/Baykar_Savunma/status/1396850087775674369

وبالنظر إلى أن صفقة شراء بولندا المسيّرات التركية تُعد سابقة نوعية لعضو في الناتو، يرى الخبراء الإقليميون أن الخطوة قد تمثّل تحدياً كبيراً أمام احتكار الولايات المتحدة لبيع المسيّرات المقاتلة، سواءً داخل الحلف أو على الصعيد العالمي.

وفي هذا الصدد، تقول الخبيرة في المجالات الدفاعية والأستاذ المساعد بجامعة يلدرم بيازيد التركية مروة سران إن "الاتفاقية بين تركيا وبولندا تفتح الطريق مستقبلاً لشراء المسيّرات التركية أمام دول أخرى في الناتو".

وتضيف سران أن المسيّرات التركية تشهد إقبالاً عالمياً متزايداً على شرائها، بسبب النجاحات التي حققتها في ميادين القتال على نحو قلب موازين القوى في مناطق الصراع عدة منها سوريا وليبيا وإقليم قره باغ الأذربيجاني، بحسب ما نقله تقرير لـ "TRT عربي."

وتتابع سران: "السبب الحقيقي وراء ذيع صيت المسيّرات التركية هو اختبارها في ميادين قتال حقيقية"، لافتة إلى أنه بينما جرى اختبار المسيّرات الأمريكية في ساحات قتالية مثل اليمن وأفغانستان، فإن الصين وإسرائيل لم تُقنعا العالم بعد بكفاءة مسيّراتهما في جبهات قتال حقيقية.

وتشير الخبيرة في المجالات الدفاعية إلى أنه "في مقابل المروحيات التي توفّر تفوّقاً جوياً محدوداً، فإن المسيّرات تقدّم إسناداً جوياً ممتداً لنحو 24 ساعة للجنود على الأرض".

وتنوّه سران أيضاً إلى أن القتال في إدلب السورية عام 2020 كان نقطة تحول للمسيرات التركية "التي شُنّت بواسطتها هجمات كاملة هناك" حيث نفّذ الجيش التركي هجمات منسّقة ضد جيش نظام الأسد والمليشيات الموالية له، مُطلِقاً على الهجمات الجوية اسم "هجمات الحشود".

وقبل أن تُوقّع الصفقة بين أنقرة ووارسو، الاثنين، خلال زيارة الرئيس البولندي أندريه دودا إلى تركيا، وصفها وزير دفاع بولندا ماريوس بلاشتشاك في خطاب إلى الجماهير بـ"الأخبار السارة".

وقال بلاشتشاك في تغريدة: "أود أن أشارككم أخباراً سارة. سيحصل الجيش البولندي على تقنيات دفاعية متطورة، منها مسيّرات تركية من طراز بيرقدار TB-2 التي أثبتت قدراتها الهجومية في معارك وقعت شرقي قارتنا وإفريقيا".

ووفقاً لخبير الدفاع الإيطالي فيديريكو بورساري، فقد طوّرت تركيا مجموعة متنوعة من المسيّرات التي ينتمي بعضها إلى "الفئة الاستراتيجية ذات قدرة حمولة عالية".

وتمتلك المسيّرات التركية، كما يرى بورساري "قدرات هجومية جو-جو وجو-أرض، كما أن قابلية تشغيلها البَيني للمهام مع الطائرات المقاتلة وأنظمة التحكم والإقلاع مستقلة تماماً".

يُذكر أن تركيا أصبحت رابع أكبر منتج للمسيّرات المقاتلة بعد الولايات المتحدة والصين وإسرائيل، إذ استثمرت الحكومة التركية في إنتاجها بقوة بعدما رفضت الولايات المتحدة بيع أنقرة مسيّرات هجومية في 2010 و2012.

وتستخدم اليوم مسيّرات بيرقدار TB-2 الهجومية التي دخلت الخدمة في الجيش التركي في 2014، من قِبل عدد من دول العالم منها أوكرانيا وقطر وأذربيجان، كما أشار الرئيس رجب طيب أردوغان في مارس/آذار الماضي، إلى أن السعودية تريد شراءها.

وأمدّت مسيّرات بيرقدار التي طوّرتها وتصنّعها شركة "بايكار" التركية المتخصصة في الصناعات الدفاعية، القوات التركية بميزات نوعية مهمة ساعدتها في عمليات مكافحة الإرهاب عبر الحدود خلال عمليات أبرزها درع الفرات وغصن الزيتون ودرع الربيع شمالي سوريا حيث انصب هدف الجيش التركي على تطهير الحدود من التنظيمات الإرهابية بأقل عدد ممكن من الجنود على الأرض.

كما غيرت المسيّرات التركية مسار الحرب الأهلية الليبية بمساعدتها القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، وهزيمة أمير الحرب الانقلابي خليفة حفتر في ساحات القتال المختلفة عبر المناطق الغربية والوسطى في البلاد.

وفي إشارة إلى دور المسيّرات الكبير في حسم المعركة، صرّح وزير الداخلية حينها في حكومة الوفاق فتحي باشاغا بأن "الأتراك أنقذونا في الوقت المناسب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!