ترك برس

أطلقت وزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية مشروعا لإعادة الحياة من جديد لبحيرة "مكَه" (Meke)، حيث من المخطط نقل ما يقرب من 7 آلاف متر مكعب من المياه يوميا من محطة "كارابينار" لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية التي تغذي البحيرة.

وصرح وزير البيئة والتخطيط العمراني مراد كوروم، بأنه تماشيا مع أعمال المشروع الذي يتم تنفيذه لإحياء بحيرة مكَه الواقعة في منطقة كارابينار (Karapınar) بولاية قونية (Konya) وسط تركيا، بعد أن جفّت مياهها في الأعوام الأخيرة، سيتم نقل حوالي 7 آلاف متر مكعب إلى المياه الجوفية التي تغذي البحيرة من محطة كارابينار لمعالجة مياه الصرف الصحي.

تقع بحيرة مكة على بعد 7 كيلومترات عن طريق "كارابينار-أرغلي" السريع، وتسمى "خرزة العالم الزرقاء" بسبب منظرها الفريد من الأعلى وروعة طبيعتها، وقد تشكلت نتيجة انفجارات بركانية قبل 5 ملايين عام، وامتلأت بالمياه مع مرور الزمان، وفي السابق كان يخيم الكثير من السياح الأجانب والمحليين عند بحيرة مكَه كل عام، عندما كان عمق مياهها يبلغ 12 مترا.

وقد أثّر الاحتباس الحراري وانتشار الزراعة المروية قي المنطقة على بحيرة مكَه، مما أدى لجفافها مع انخفاض مستوى المياه الجوفية، لذلك تم تنفيذ دراسات شاملة بهدف زيادة الإمكانيات المائية لبحيرة مكَه واستعادة مجدها السابق تحت إشراف وزارة البيئة والتخطيط العمراني.

أشار الوزير كوروم، إلى أن بحيرة مكَه تعد من البنى الجيولوجية النادرة في العالم، وقال: "أذكر أنّ عمق مياه البحيرة كان يبلغ عدة أمتار، وقد اعتاد الناس على زيارتها والتخييم بجانبها، وأطلق عليها اسم خرزة العالم الزرقاء، ويعجب السائح من منظرها الرائع ويلتقط الصور بجانبها، ومع ذلك بمرور الوقت تأثرت بتغير المناخ والجفاف بسبب الري الزراعي، فقد أدى سحب المياه الجوفية إلى وصولها للجفاف".

وقد أجرت الوزارة دراسات بالتعاون مع المديرية العامة للحفاظ على الأصول الطبيعية والمديرية العامة للإدارة البيئية والمديرية العامة لحماية المتنزهات الوطنية والطبيعة ومسؤولين من بلدية قونية ومن جامعة هاجيتبه ومن جامعة قونية التقنية، بهدف إعادة البحيرة إلى شكلها السابق، ثم قاموا بتقييم الاقتراحات لحل مشكلة بحيرة مكَه.

وأكد كوروم، أن البحيرة ستستعيد سحرها ورونقها السابق عند تنفيذ المشروع، وقال: "في هذا السياق، نقوم حاليا ضمن المشروع بتوريد مياه معالجة صالحة للشرب من محطة كارابينار لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية التي تغذي بحيرة مكَه، وستكون بمثابة مياه الحياة لبحيرة مكَه، لتستعيد مظهرها الرائع ويصبح محيطها مركز تخييم وجذب للسياح مرة أخرى".

كما تطرق الوزير كوروم، إلى موقع محطة كارابينار قائلا: "تبعد المحطة 8,5 كيلومترا عن البحيرة، التي سيتم نقل 7 آلاف متر مكعب من مياهها إلى المياه الجوفية المغذية للبحيرة يوميا، وستبلغ تكلفة مشروعنا 3,5 مليون ليرة، ونأمل أن ننقل إليها 2 مليون و532 ألف متر مكعب حتى نهاية العام. في بلادنا، تستخدام 5% فقط من المياه المعالجة، ونحن نهدف لزيادة معدل استخدامها، ومع التغييرات المناخية سيدخل العالم في حروب مائية، حيث ستصبح المياه أكثر قيمة في ثلاثينيات وخمسينيات القرن الواحد والعشرين، لذلك بدأنا باتخاذ خطوات لإعادة استخدام المياه المتوفرة لدينا، ونأمل أن نجعل بحيرتنا أكثر حيوية وروعة من ذي قبل بتغذيتها من مصادر مختلفة".

من ناحية أخرى، تم الإعلان عن بدء العمل على ضم بحيرة مكَه إلى شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو مع أكثر من 350 حفرة تشكلت في المنطقة، تقدم كل منها جمالا مختلفا في كل موسم لمحبي الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!