ترك برس

ردّ محمد بوزداغ، كاتب ومنتج ومخرج المسلسل التاريخي الشهير "قيامة أرطغرل"، على مزاعم متعلقة بأن العمل الفني كان بمثابة أداة توجه رسائل سياسية لصالح الدولتين التركية والعثمانية.

وخلال مشاركته في حوار مع قناة الجزيرة القطرية، قال بوزداغ إن المسلسل الذي لاقى نجاحا كبيرا في العالم لا يهدف إلى توجيه رسائل سياسية، ولكنه شرح واحدة من قصص نجاح كبرى الدول في العالم.

وبشأن التمويل، قال في تصريحاته لبرنامج "بلا حدود" إن إنتاج المسلسل تولته شركة خاصة ولم يتم تمويل العمل من طرف حزب العدالة والتنمية أو أي حزب سياسي آخر، كما أنه لا يوجد أي رقابة أو توجيه سياسي لأحداث المسلسل.

وردا على ما وجه للمسلسل من اتهامات بعيد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموقع التصوير أكثر من مرة، وهو ما فعله عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية، قال بوزداغ إن الرئيس أردوغان زار موقع تصوير المسلسل لأنه أعجب به، لا أكثر، موضحا أن عدة رؤساء عرب ومسلمين وغيرهم زاروا موقع التصوير وأبدوا إعجابهم بالمسلسل، من ضمن هؤلاء رئيس فنزويلا، وتساءل هل يعني ذلك أن كل هؤلاء دعموا المسلسل؟!

بل إن مخرج "أرطغرل" أكد أنه كان سيتعرض لإفلاس محقق لو لم يصادف المسلسل النجاح الذي حققه في نحو 150 دولة بالعالم.

وردا على الاتهامات السياسية التي وجهت للمسلسل بأنه يحمل رسائل سياسية تخدم الدولة التركية أو العثمانية، قال بوزداغ إنه شخصيا تخصص في دراسة التاريخ في الجامعة، وأحب أن ينقل للمشاهد وكل الناس في العالم حكاية قيامة واحدة من أقوى الدول التي شهدها التاريخ المعاصر، والتي نشأت على يد قبيلة تركمانية صغيرة تعيش في الخيام لكنها تمتلك قوة إيمان وشجاعة وصبر وثبات، مما مكنها من مواجهة قوى عظيمة معتدية في تلك الفترة.

وقال مخرج ومنتج وكاتب "أرطغرل" و"قيامة عثمان" إن ما شجعه على إخراج هذين المسلسلين إلى النور في هذه الفترة، هو أنه لاحظ تشابه الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي حاليا، مع تلك الظروف التي شهدت "قيامة أرطغرل" وقيام الدول العثمانية، من حيث تكالب القوى الدولية عليها، وانشغال المسلمين بالاقتتال فيما بينهم، وأنه أراد أن يبعث الأمل في نفوس المسلمين بأن من الممكن -بالإيمان والتحلي بالاستقامة والشجاعة- بناء دولة قوية تستطيع مواجهة أعدائها.

واعتبر أن قيم العدالة والحق والقانون المترسخة في المسلسل هي ما منحته الصبغة العالمية وجعلت منه واحدا من أكثر المسلسلات مشاهدة.

كما نبه إلى أن المسلسل لا يهدف إلى تعليم التاريخ، بالقدر الذي يسعى فيه إلى فتح نافذة تاريخية والتركيز عليها، مشددا على أنه من غير المنطقي أن تكون قصة في القرن الـ13 لها رسائل سياسية.

من جهته، قال ممثل دور "بامسي" في المسلسل نور الدين سونمز إن التاريخ لا يمكن تعليمه عبر المسلسلات فقط، ولكنها تثير فضول المشاهد للتعرف على تاريخه، موضحا أن الشخصية التي لعبها في المسلسل احتاجت منه لتدريبات متواصلة على ركوب الخيل والمبارزة بالسيوف والتعرف عن كثب على طريقة عيش الناس آنذاك.

وأضاف أن التعرف على تاريخ الأجداد أمر مهم، مشيرا إلى أن شخصية بامسي كانت كالقلب الذي يمشي على الأرض وينشر الحب بين الناس، ولذلك أحب المشاهد هذه الشخصية وتأثر بها بشكل كبير.

وقال سونمز إن "ما يميز شخصيتي أرطغرل وبامسي على الرغم من بعض الفروقات أنهما يخدمان قضية واحدة ويعملان في سبيلها"، مؤكدا أنه "لم يكن هناك تنافس بين الشخصيتين بسبب أن وظيفة كل منهما مختلفة."

وحول الظروف التي أحاطت بتأديته لدور "بامسي"، قال سونمز "حضّرت لدور بامسي بشكل ذاتي كأي ممثل يقوم بالأمر، كما أننا تلقينا تدريبات على الخيل والسيوف، فضلا عن طرق الحديث والتصرفات في تلك الفترة."

ولفت أنه "ليس فقط من أجل تجسيد شخصية بامسي، بل أيضا التعرف على تاريخ أجدادنا في تلك المرحلة إذ كانوا أشداء وأقوياء ويركضون إلى الموت دون تردد."

ودارت أحداث مسلسل "قيامة أرطغرل" في القرن الـ13 الميلادي في الفترة التي سبقت تأسيس الدولة العثمانية، ويتناول سيرة حياة البطل أرطغرل بن كوندوز ألب، زعيم قبيلة قايي، أحد قبائل أتراك الأوغوز المسلمين، ووالد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية (656هـ/1258م- 726هـ/ 1326م).

"بوزداغ" الذي اختتم "قيامة أرطغرل"، يواصل حالياً العمل على "المؤسس عثمان"، حيث يُعرض على شاشة قناة "a TV" التركية، مساء كل أربعاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!