ترك برس - الأناضول

تعد تلة "تشامليجا" عينا على مدينة إسطنبول، إذ تراقب التلة المرتفعة شطري المدينة ومضيق البوسفور، فيما تستضيف أبرز المنشآت وتستقبل آلاف الزوار يوميا.

وعلى مدار عقود، كان للتلة المتميزة مكانة مهمة في المدينة، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى مكان مميز جدا مع افتتاح مسجد تشامليجا، وبرج تشامليجا، لتستقطب السياحة الداخلية والخارجية بقوة أكبر.

ويستطيع كل باحث عن مشهد الجمال الذي يميز إسطنبول ومضيقها الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، قاسما المدينة إلى ضفتين آسيوية وأوروبية، رؤية تلك اللوحة الفنية البانورامية من هذه التلة.

تقع تلة تشامليجا على الطرف الآسيوي من إسطنبول، وتجذب سائحين عربًا وأجانب؛ بفضل ارتفاعها وإطلالتها المتميزة وخاصة في الليل. ويمكن لزوار التلة مشاهدة منظر البوسفور من ارتفاع عال، فضلا عن الجسور المعلقة، والمدينة الكبيرة.

ومع تعافي السياحة إثر رفع الإغلاق الذي ساد تركيا جراء مكافحة فيروس كورونا، وتحقيق نجاح كبير في السيطرة على الجائحة وتصاعد حملات التلقيح، تدفق السائحون إلى التلة مراعين الإرشادات الحكومية، من ارتداء الكمامات والحفاظ على المسافة الاجتماعية.

** تلة العرائس

على مقاعد خشبية وشرفات من حديد، يصطف السائحون يومياً، في التلة المعروفة أيضا باسم "تلة العرائس"، لالتقاط الصور التذكارية من أعلى القمة مع إطلالة بانورامية ساحرة.

التاريخ والحاضر، والجسور المعلقة التي تزين المدينة، وبحر مرمرة، ومئات المآذن المترامية الأطراف، وعشرات الغابات، والأحياء القديمة، كلها مُجتمعة ترسم جدارية أمام الزائرين.

وتعد "تلة العرائس" من المناطق المميزة لعشاق الطبيعة، ويمكن للسائح التجول في حدائق المنطقة، حيث توجد مسارات مخصصة لذلك، مع توافر المقاهي والمطاعم المطلة على المدينة.

كما تعد المنطقة مكانا مناسبا لتخليد المناسبات، وخاصة لمن يعقدون قرانهم، فيجدون في التلة مكانا مميزا لالتقاط صور العمر بلباس الزفاف وتوثيق الأفراح.

** جامع تشامليجا

بدأ العمل في الجامع عام 2013، على طراز الهندسة المعمارية العثمانية والمعاصرة، وشيد على مساحة 15 ألف متر مربع، ويتسع لنحو 63 ألف مصلٍ في وقت واحد.

ويضم الجامع، الذي يعد أكبر الجوامع المشيدة منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، قاعة مؤتمرات، ومتحفا للآثار الإسلامية التركية، ومكتبة عامة، ومعرضا للفنون، إضافة إلى موقف لسيارات رواد المسجد.

ويعتلي المسجد 6 مآذن، 4 منها بطول 107.1 أمتار، واثنتان بطول 90 مترًا، فيما يبلغ ارتفاع قبته نحو 72 مترا وقطرها 34 مترا.

وتم تخصيص حدائق حول المسجد بمساحة 30 دونما، ليتمكن الزائرون من التنزّه فيها، والاستمتاع بمنظر إطلالتها التي تعتبر من أجمل إطلالات إسطنبول، كونها تشرف على الشطرين الآسيوي والأوروبي للمدينة.

وخلال عام واحد فقط من افتتاحه في 3 مايو/ أيار 2019، استقبل الجامع 7 ملايين زائر، بحسب أرقام رسمية، ولا يزال حتى الآن يستقطب زواره من داخل تركيا والسائحين القادمين من خارج البلاد.

** برج تشامليجا

افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 29 مايو/ أيار الماضي، برج تشامليجا في إسطنبول، وذلك بعدما انطلقت أعمال بنائه عام 2017.

ويبلغ طول البرج 369 مترا، بارتفاع 587 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويتألف من 49 طابقا، ارتفاع كل منها 4.5 أمتار، منها 4 طوابق تحت الأرض.

ويمكن مشاهدة أبرز معالم إسطنبول من البرج بوضوح، مثل جسر شهداء 15 تموز/ يوليو (ذكرى المحاولة الفاشلة للانقلاب على السلطة الشرعية عام 2016)، ومسجد تشامليجا، وجزر الأميرات، وتم بناؤه للقضاء على التلوث البصري بتوحيد أبراج البث التلفزيوني التي كانت منتشرة بالمنطقة.

ويتضمن البرج 4 طوابق مخصصة لمشاهدة المناظر الطبيعية، بمعدل طابقين للمطاعم وطابقين للمشاهدة، بحيث يستوعب طابق المشاهدة 200 شخص في الوقت عينه.

وبهذا، تعتبر تلة تشامليجا محطة سياحية مهمة، اكتسبت مكانة متميزة بفضل ما تتضمنه من منشآت ومشاريع كبيرة. ومع تخطي إجراءات الحظر اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز المقبل، فإنها تعد باستقبال السياح بأوقات جميلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!