ترك برس

تحولت المدن التركية الواقعة على شريط ساحل البحر الأسود، خلال السنوات الأخيرة، مقصداً هاماً لعشاق الطبيعية والهدوء، وخاصة السياح العرب الذين باتوا يشكّلون النسبة الأكبر من زوار المنطقة.

وتبرز ولاية طرابزون، كوجهة أساسية بين هذه المدن التركية، حيث تتمتع ببنية تحتية متطورة، وطبيعة هادئة وخضراء تجذب عشاق الهدوء الهاربين من صخب المدن.

وتنفرد أرياف طرابزون بطبيعة خلابة وساحرة قلما تجدها في مكان آخر من العالم.

ولن يستغرق الأمر الكثير من الوقت إذا كنت أحد الراغبين في زيارة هذه المدن، فكل ما يجب عليك فعله هو أن تحزم حقيبتك وتحدد وجهاتك التي ترغب بزيارتها خلال فصل الصيف حيث تبدو الأماكن في هاتين المدينتين لوحة فنية مكسوة بالخضرة ومتداخلة مع السحاب.

يمكنك أن تستقل سيارة خاصة بمجرد خروجك من مطار طرابزون (40 دولارا أميركيا هو متوسط إيجارها لليوم الواحد)، وتقصد منطقة أوزنغول كأول وجهة لك كونها تعتبر المعلم الأبرز في المدينة التي يلقّبها البعض بجنة تركيا.

ويجتاح زائري أوزنغول -العرب أكثر من يقصدونها- إحساس مختلف وهم يشاهدون الفنادق والمنازل الخشبية المتوزعة على جنبات البحيرة التي تتوسط المنطقة وتحيط بها الجبال المكسية بالطبيعة الخضراء من جميع الجهات.

عمر النهمي -أحد الزائرين العرب لمدينة طرابزون- استهوته طبيعتها منذ الوهلة الأولى، قال "كنت محتاجا للخروج من دائرة الضغط التي علقت وسطها طوال عام من العمل دون أخذ إجازة، واخترت فترة بعد عيد الفطر، لكنني كنت محتارا بين زيارة أنطاليا ذات الطبيعة الساحلية الصاخبة وطرابزون ذات الطبيعة الخضراء الساكنة.. أدركت أنني أحتاج للهدوء"، بحسب ما نقله تقرير "الجزيرة نت."

ويضيف "بمجرد وصولي إلى طرابزون أحسست وكأنني خلعت عباءة التعب التي كنت أرتديها، لتلبسني هذه المدينة رداءً من السكون والطمأنينة.. منذ اللحظات الأولى لنزولي في المطار المحاذي للبحر اندمجت في متعة الرحلة وتلاحقت الأوقات الجميلة أكثر عندما تنقلنا في المناطق المحيطة بطرابزون".

يفيد عمر بأن لكل واحدة من المناطق التي زارها نكهتها الخاصة بدءا بالأراجيح المعلقة فوق النهر والجبال التي تكتسي بالأشجار الخضراء، ومرورا بالأنهار التي تبدو كخلخال في طرابزون، وصولاً إلى مذاق السعادة في كأس الشاي المقطوف من جبال ريزا.

ويمكن للزائر إلى جانب استمتاعه بالمناظر الخلابة في أوزنغول، ممارسة بعض الأنشطة السياحية المختلفة مثل ركوب الدراجات المائية والقفز المظلي وتناول وجبة الإفطار أو الغداء على جانب البحيرة.

ويبلغ موسم السياحة في طرابزون ذروته خلال الصيف، ويتراوح متوسط سعر الغرفة الخشبية لليوم الواحد ما بين 60 و 100 دولار أميركي.

أكثر ما قد يدهشك خلال رحلتك في طرابزون هو أريافها البسيطة وألوان أشجارها المختلفة والتي تبدو مزيجا من اللون الأصفر والأحمر والبني، وترسم لوحات فنية.

ويمكن للزائر التنقل بكل سهولة عبر العديد من الهضاب والتلال لمشاهدة المناظر الطبيعية واستنشاق الهواء العليل الذي سيجعل السائح يشعر بالمزيد من الاسترخاء، خصوصاً إذا كان قادما من إحدى العواصم أو المدن التي يخنقها الزحام وحركة المارة والسيارات والهواء الملوث.

ويبدأ الزائر للمدينة جولته باكتشاف هضاب قرة داغ في المدينة، مروراً بتلال كولي داغ، وليس انتهاء بهضبة خضر نبي وغيرها من الجبال المرتفعة التي يمكن صعودها والتقاط صور جميلة فيها، والتعرف على طبيعة الناس وعلى بساطتهم في ربوع تلك الأماكن.

ويصادف الزائر لمختلف تلك الأماكن الأهالي وهم يرعون المواشي فيستقبلونه بكل ترحاب وبشاشة ويتبادلون معه أطراف الحديث برحابة صدر تترجم سمات الإنسان الفطري الذي لم ترهقه متاعب الحياة القاسية والمعقدة.

يمكن للزائر أن يستأجر بعض المنازل الخاصة في هضبة خضر نبي، ويتناول وجباته في مطاعم بسيطة ومتواضعة يقدم فيها أهالي الهضبة وجبات بأسعار مقبولة ومنخفضة مقارنة بأماكن أخرى.

وفي مدينة ريزا التي لا تبعد كثيرا عن مدينة طرابزون (أقل من ساعة)، توجد سلسلة من الجبال المتفرقة التي تمتاز بمناظر جميلة، ومن بينها منطقة آيدر وحماماتها الطبيعية وقراها البديعة والعديد من الشلالات والأنهار الجارية والمنازل المترامية التي تزين الجبال بألوان مختلفة.

ويمكن للسائح متابعة زيارة المواقع والقرى والهضاب بالمدينة واحدة تلو الأخرى، وقضاء ساعات وأيام ممتعة فيها، والإقامة في مركز مدينة ريزا أو طرابزون، والانتقال إلى جميع أريافهما.

وتشير تقارير وزارة السياحة التركية إلى ارتفاع متصاعد لعدد الزوار لمدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود شمالي تركيا خلال السنوات الأخيرة، وتقول إن عددهم قد تجاوز أكثر من مليوني سائح خلال 2018، أغلبهم من العرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!