غولاي غوكتورك - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

قبل عامين من الآن وفي تموز من العام 2013 كانت أحداث الإنقلاب في مصر تأخذ مجرها، لقد درسوا كل الوسائل القديمة والحديثة الممكن توظيفها في إنجاح الأنقلاب. فمن شباب التويتر والفيس بوك الى الإعلام والظهور على أنهم الممثل للحركة الشبابية، فبأسم الشعب والشباب قرأوا بيان الإنقلاب ونفّذوه. بالتأكيد كان فيهم من الذكاء للخروج بالحلول الخلّاقة ما ساعدهم في تجّريم مُرسي والإنقلاب عليه.

كان اللبرالي البرادعي الحاصل على جائزة نوبل والرّافض لنتائج الأستفتاء الذي عُمل من أجل تثبيت دُستور لتلك البلاد من أهم العناصر التي أعطت للإنقلاب شكل من أشكال الشرعية والغطاء الداخلي والخارجي ومن أبرز المؤيدين. مُتنكّرا بذلك لكل ما يدافع عنه من معاني الحرية التي يتشدّق بها كونه لبرالي ومتجاهلا أيضا لكل القوانين الإنسانية والعالمية وبالتأكيد قوانين بلاده.

فالتحالف الداخلي على إسقاط مُرسي لم يكن كافيا، وليأخذ الإنقلاب الشرعية والغطاء الخارجي بدأت الأصوات الداعمة للإنقلاب تأتي من خارج البلاد وكان أولها دعم الأسد من سوريا، ولحقها المؤيدين والداعمين بالإعلام والمال من الخليج العربي، حتى أوروبا المدافعة عن الحرّيات تقاعصت مبررة ذلك بأن مُرسي لم يُلبّي إحتياجات وطُموحات شعبه، ومثله كانت أمريكا التي وقفت موقف المُتذمّر ولم ترضى بأن تصف ما حدث بالإنقلاب وكانت تصفه بالتحركات العسكرية. أما في الطرف الآخر فقد كان من المُدافعين عن مُرسي رئيس الجُمهورية التركية أردوغان الذي وزّع الإتهامات وكان النصيب الأكبر لأمريكا التي وحسب وصفه لم ترضى عن مُرسي والإخوان لذلك دعمت الإنقلاب وغطّت عليه.

كان ما حدث إجرام بحق الديمقراطية حديثة الولادة فقد وأدوا حق 52% من حق الشعب. تآزرت الأيدي الآثمة داخل وخارج مصر ليجعلوا الإنقلاب واقع يفرضوه على الكل. كانت الإيدي الآثمة من الإعلام، المُخابرات، الشرطة، البيروقراطية الرخيصة وجنود النظام السابق والدولة العميقة هي مُنفذة الإنقلاب بمُساندة خارجية كاملة.

في نفس الأثناء أرادوا أن تكون تركيا الضحية التالية، فكانت أحداث التقسيم التي كانت بأسم الحرية والحريات وبوجوه شابة وبتحريك ودعم من كانوا خلف الكواليس أعداء تركيا في الخفاء من مُخابرات ووسائل الإعلام وبمباركة أوروبا وأمريكا التي حاولت جاهدة أن تُصورها على أنها حرب داخلية في تركيا.

بعد عامين من الإنقلاب نقراء في صحيفة الحرية القريبة من المعارضة التركية تعليقا على أحكم الإعدام بحق مُرسي و106 من أصدقائه: " حكم الإعدام بحق مُرسي الذي أعطاهُ الشعب 52 من الأصوات" وكأننا نسمع الكلمات الشّامتة وهي تقول لنا "نحن لم نستطع فعلها، لكنهم فعلوها" ويُرددون في أنفسهم"ما زلنا قادرين على أن نفعلها".

فبعد كل هذه الأحداث والشواهد نرى بعض الأوجه في حزب العدالة والتنمية لم تفقه وتعي حقيقة الأمر، فلهُم ومن شابههُم أقول: أفيقوا يرحمكم الله وتعلموا الدروس من حولكم قبل أن تقع بكم. فالأحداث التي حصلت في حديقة غازي يجب أن تُفهم في سياق فهم الإنقلاب في مصر، وهذا الفهم الحقيقي يجب أن يصل الى كل المعنيين في القاعدة الأساسية لحزب العدالة والتنمية. فالغرب المُروج للديمقراطية وأفكار الحريات إستطاع أن يخون رسالته في مصر ويستطيع ذلك أيضا في تركيا وغيرها.

فحزب العدالة والتنمية ومن تاريخ 2002 ليس فقط حزب سياسي ولا يُمثل نفسه فقط؛ وإنما يُمثل معاني الحرية والديمقراطية ويمثل آمال الناس وتطلعاتهم ولذلك يجب أن يكون على قدر المسؤولية و المهمة ويرتقوا بفهمهم وأدائهم.

عندما نرى التحالفات الحاقدة على الحزب الحاكم، وخيانات اليسار للديمقراطية، وتعاطف الغرب مع البعض لتنفيذ إنتقامه وأجينداته، ونرى الذين يطعنونا من الخلف على الدوام، وما حدث مع مُرسي وأصدقائه فأننا نعي ونعلم علم اليقين أن هذه المعركة هي مسألة حياة أو موت لحزب العدالة والتنمية.

ففي مثل هذه الظروف الصعبة يجب إنتشار الوعي العام المناسب لمثل هذا التحدي في أرجاء وأوساط حزب العدالة والتنمية. فالقرارات التي يتخذها الحزب الحاكم من مثل رفع أجور العساكرلا تُساوي طعم الحرية والعدالة الذي ينعم به أهل تركيا. فلنعلم جيدا أن المُعارضين للحزب الحاكم لا يحصرون خياراتهم السياسية في الإنتخابات، فإن لاحت لهم أي فرصة وإن كانت غير شريفة سيغتنموها ولو على حساب أحلام وآمال الشعب التركي. 

عن الكاتب

غولاي غوك تورك

كاتبة في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس