ترك برس

تستضيف تركيا وفدًا من مجلس النواب الليبي يتقدمه النائب الأول لرئيس المجلس فوزي النويري، في زيارة هي الأولى من نوعها لممثلي الشرق الليبي.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد أعلن، عن هذه الزيارة في إطار حديثه عن انفتاح تركيا على جميع الأطراف الليبية.

وبحسب صحيفة العربي الجديد، يمثل النويري الشرق الليبي، فيما دعمت تركيا عسكرياً وسياسياً القوى الليبية في الغرب.

وعقد اللقاء الأول في البرلمان التركي، حيث قال رئيس لجنة الصداقة التركية الليبية في البرلمان التركي أحمد يلدز، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، "نشكر الوفد على زيارته هذه، في ظل أجندة الاستعداد للانتخابات التي تجري على قدم وساق في ليبيا" وهي مقررة هذا الشهر، مشيراً إلى أنّ تركيا "ستعمل على دعم ليبيا في جميع الميادين الدولية، وتطوير العلاقات معها في ظل المعطيات التي سيتم إفادة الجانب التركي بها من الوفد الليبي".

وأضاف يلدز "تأمل تركيا بأن تتطور العلاقات مع ليبيا وأن ينجح الليبيون في تطبيع العلاقات بين الأطراف السياسية. وسبق أن اختطف مواطنون أتراك في ليبيا وجرى الإفراج عنهم لاحقاً، وهو ما أسعد الشعب التركي، ونأمل أن لا تتكرر هكذا أحداث مؤسفة".

وشدد على أنّ "الخطوط الجوية التركية قدمت تقريراً عن الأمور الفنية المتطلبة من الجانب الليبي (لتشغيل المطارات)، ومن المأمول أن يطلع الوفد على هذا التقرير والتسهيل لاحقاً في تحسين الشروط المطلوبة، وفق التقرير الذي أعدته الخطوط الجوية التركية"، مؤكداً أنّ "الانتخابات الليبية المطلوبة وفق الاتفاق السياسي تأخرت كثيراً وأن الأجواء السياسية ضبابية حالياً".

من جانبه، قال النويري إنّ "الوفد يشعر بالسعادة باسم الشعب الليبي بتواجده في تركيا، والعلاقات التركية الليبية تستند إلى أسس متينة ونأمل استمرار العلاقات بهذا الشكل".

وأكد النويري أنّ "مجلس النواب على مستوى الرئاسة يجري زيارته الرسمية الأولى إلى تركيا، وزار قبر مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك، صباح اليوم، والمجلس هو مؤسسة منتخبة من الشعب بالانتخابات الأخيرة، وهو جهة شرعية في تمثيل الشعب الليبي، ويمثل جميع الجغرافية الليبية، والبرلمان التركي فيه أحزاب عديدة لديها توجهات متناقضة ومتعاكسة ووجهات نظر مختلفة ولكنها في الملف الليبي لها توافق في وجهات النظر".

وأضاف "هذا الأمر يظهر درجة عمق العلاقات التاريخية ومتانتها، والعلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة شهدت جموداً، ومن المؤكد أنّ سبب ذلك ليس الشعب الليبي بل بسبب عوامل خارجية، فباتت ليبيا ساحة للصراعات الدولية، ولكن بإرادة الشعب وبدعم الأصدقاء فإنّ ليبيا ستتجاوز هذه الأزمة، وخلال هذه الفترة لن ينسى الشعب الليبي الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبه".

ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر تركية مطلعة أنّ زيارة النويري إلى تركيا "تأتي في إطار إظهار تركيا انفتاحها على جميع الأطراف الليبية وتقريب وجهات النظر مع قوى الشرق الليبي، تحضيراً للمرحلة المقبلة وللانتخابات التي يتوقع إجراؤها في المراحل التالية، من أجل توحيد المواقف الليبية من العلاقات مع تركيا، وصولاً إلى الحفاظ على أهم الاتفاقيات وهي تقاسم النفوذ البحري" في المتوسط.

وأضافت أنّ "هذه اللقاءات أيضاً تأتي في إطار الحوارات التي بدأتها تركيا مع مصر من خلال تأسيس القاهرة علاقات مع الغرب الليبي، وهو ما يتطلب خطوات تركية أيضاً ببناء علاقات مع الشرق الليبي، تمهيداً لإجراء مصالحة في البلاد تتكلل بالانتخابات، ويرافق ذلك تفاهمات تركية مصرية، حيث يشكل الملف الليبي عقدة في العلاقات الثنائية".

وتعقيباً على هذه اللقاءات، قال الصحافي التركي يوسف سعيد أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إنّ تركيا "تحاول أن تظهر نفسها على أنها قوة إقليمية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية، وتهدف في المستقبل إلى بناء علاقة مع مؤسسات ليبية منتخبة وشرعية، تحافظ عبرها على مصالحها".

وأضاف سعيد أوغلو "كان يفترض على تركيا بدء الحوار وبناء الجسور مع الشرق الليبي من قبل، ولكن السياسة الخارجية الحالية تعتمد على تصفير المشاكل مع القوى الإقليمية والفاعلة على الساحة الليبية ومنها الإمارات ومصر، وهذه السياسة دفعت لهذه الزيارة الرفيعة، وما لقاء أردوغان مع النويري إلا تعبير على حجم الاهتمام التركي في بناء تلك العلاقات والجسور بمسعى للحفاظ على الاتفاقيات السابقة".

وشدد على أنّ "تركيا تعتبر أنّ أهم شيء هو الاعتراف بالاتفاقية البحرية الموقعة مع ليبيا، وبدرجة أقل اتفاقية التعاون العسكري، ويمكن الحفاظ على هذا الاتفاق في حال تغيير صيغته لتكون للتدريب فقط، ولكن الأهم هي الاتفاقية البحرية التي تهتم بها تركيا من أجل مواجهة الدول الأوروبية والحفاظ على المكاسب في شرق المتوسط".

من جانبه، قال المحلل السياسي التركي بكير أتاجان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أنقرة ستحث الوفد الليبي الزائر على التوحد مع بقية الأطراف الليبية، أي إعادة التوحد بين الشرق والغرب دون تقسيم، وعدم الاعتراض على التواجد التركي، لأنّ تركيا لا تهدف إلى الاحتلال كما الدول الغربية، ولا أعتقد أنه سيتم التطرق لمسالة الاتفاقية البحرية، لأنها تلحظ مصالح للشعب الليبي، إذ هناك 40 ألف كلم مربع لصالح ليبيا بثرواتها، وبالتالي من مصلحة جميع الليبيين الحفاظ على هذه الاتفاقية".

وأضاف "تركيا تسعى لملء الفراغ في الشرق الليبي، حيث فهمت القوى في تلك المنطقة أنّ الاعتماد على مصر والإمارات والغرب فقط لن يؤدي لنتيجة، وأنّ لتركيا دوراً فاعلاً وتهدف إلى توحيد الشعب والتراب الليبي، ووقف الحرب في البلاد ولأن تعود الثروات لصالح الشعب الليبي"، مشيراً إلى أنّ "تركيا في أن تكون ضامنة لحقوق الشعب الليبي، ولهذا فإنّ هناك حماساً لهذا اللقاء من قبل قوى الشرق الليبي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!