ترك برس

بالتزامن مع مناقشة كيفية خوض في تركيا انتخابات عام 2023، والحوارات الدائرة حول من سيكون المرشح المشترك، التقى قادة أحزاب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو والحزب الجيد ميرال أكشنر ورئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو، مرتين خلال الأسبوع الفائت.

وزعمت الأوساط السياسية في تركيا أن داود أوغلو يرغب في دخول تحالف الأمة المكونة من عدة أحزاب أبرزها الشعب الجمهوري والجيد، وقيل أنه اتخذ إجراءات للانضمام إلى تحالف الأمة، أو بالأحرى لإنشاء تحالف جديد مع هذه الأحزاب تحت اسم جديد.

وعلى الرغم من أن كتلة المعارضة تبدو متقدمة في استطلاعات الرأي، فإن داود أوغلو يدرك أن كتلة اليمين المحافظ في تركيا لا تنفصل عن تحالف الشعب المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. ولهذا السبب بالتحديد، يريد داود أوغلو تغيير الهيكل الحالي لتحالف الأمة، بدلاً من الإنضمام إليه بهيكله الحالي الذي يهيمن عليه حزب الشعب الجمهوري اليساري.

داود أوغلو ليس بالغر في عالم السياسة، فهو يدرك تماما أن كل التحولات الكبرى في تركيا منذ عام 1950 تكون ناجحة عندما يتمكن السياسيون من إقناع المحافظين الذين يشكلون الشريحة الكبرى في البلاد.

المشهد الحالي في تركيا يشير إلى أن الكتلة المحافظة في البلاد، لا تفضل التغيير بل تسعى للحفاظ على الوضع الراهن، أي يسعى للتمسك بالحكومة الحالية، ويدرك داود أوغلو أن السبيل الوحيد لتغيير تطلعات المحافظين يكمن في منحهم الثقة بأن حقوقهم ستكون مضمونة ولن يمس أحد بمعتقداتهم وشعائرهم وحرياتهم الدينية والشخصية.

ويرى داود أوغلو أن تركيا تدخل حقبة جديدة وإذا كان من الضروري للمعارضة تحمل المسؤوليات الثقيلة لهذه الحقبة الجديدة معًا، فلا ينبغي أن يكون هيكل التحالف هذا مجرد تحالف انتخابي، بل يجب أن يتحول إلى هيكل يمكنه بناء تركيا جديدة بعد الانتخابات، فإذا فقدت الحكومة الحالية السلطة ولم تتمكن المعارضة من أن تحكم البلاد بالشكل المثالي، حينها سيكون حتما فراغ على كافة الأصعدة، وبالتالي فإن تركيا لن تتمكن من إنتاج أمل جديد مرة أخرى.

وفي معرض أجوبته لأسئلة الكاتبة والصحفية التركية الشهيرة كبرى بار، قال داود أوغلو: "ربما نستيقظ يوما ونجد أنفسنا أمام انتخابات مبكرة، لذا علينا أن نتباحث عن كيفية الفوز في الانتخابات المقبلة ولا نترك كل شيء إلى حين الإعلان عن موعد الانتخابات، المعارضة لا يجب أن تبقى حبيسة المقاعد المخصصة لأحزاب المعارضة في البرلمان، وكذلك علينا الفوز برئاسة الجمهورية وتحقيق الأغلبية في البرلمان كي يسهل علينا عملية الانتقال إلى النظام البرلمان مجددا".

وأضاف قائلا: "تحدثت مع قليجدار أوغلو وأكشنر حول كيفية إعادة هيكلة صفوف المعارضة بما في ذلك تغيير اسم التحالف، ورأيت لدى الزعيمين تجاوبا إيجابيا في هذا الخصوص، ولقد أبلغت الزعيمين مدى أهمية أن نثق ببعضنا البعض إن كنا سنسير في نفس الدرب".

وأوضح داود أوغلو أن خوض المعارضة الانتخابات الرئاسية بمرشح مشترك أو بعدة مرشيح، أمر سيتم تحديده وفقا للظروف التي ستحيط الفترة الانتخابية، مبينا أنه يرجح خوض المعارضة الانتخابات المقبلة بمرشح مشترك يحظى بقبول غالبية الشعب التركي بمختلف أطيافه وشرائحه وتوجهاته السياسية والعقائدية والاجتماعية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!