ترك برس

فتحت عائلة "آل" التركية منزلها بولاية أنطاليا (جنوب)، لأم أوكرانية وطفليها الذين تتراوح أعمارهما بين 3 و6 سنوات، بعد أن فروا من الحرب في أوكرانيا.

وبعد استيقاظها على صوت القنابل صباح 24 فبراير/ شباط الماضي، غادرت تانيا موسكال العاصمة كييف برفقة زوجها نيكيتا وابنهما ديفيد البالغ 3 سنوات وابنتهما ليزا البالغة 6 سنوات.

وعند الحدود مع رومانيا، ودّع نيكيتا زوجته وطفليه الذين عبروا الحدود سيرًا على الأقدام إلى رومانيا، حيث أقامت تانيا وطفلاها هناك لمدة 3 أيام لدى عائلة رومانية.

المواطن التركي أولاش آل المقيم في أنطاليا، اتصل بعائلة موسكال، والتي جمعتهما صداقة قديمة، مبديًا رغبته في استضافتهم في منزل العائلة في أنطاليا.

وبعد رحلة استمرت 5 أيام، وصلت تانيا وطفلاها إلى اسطنبول ومنها إلى أنطاليا، حيث فتحت عائلة آل منزلها لاستقبال تانيا موسكال وأطفالها الفارين من جحيم الحرب في أوكرانيا.

وتقيم عائلتا آل وموسكال، في حي "حصارجاندر" ذو الطبيعة الريفية في منطقة "قونيه آلتي"، حيث تقوم العائلتان بالعناية بالقطط والكلاب الضالة والمعاقة في حديقة المنزل.

فيما تحاول تانيا التواصل مع زوجها كل يوم، وتذرف الدموع كلما شاهدت مقاطع مسجلة حول الحرب الدائرة في بلادها.

** أطفالي يسألون متى تنتهي الحرب؟

وقالت تانيا موسكال لوكالة الأناضول، إنهم استيقظوا صباح 24 فبراير/ شباط الماضي حوالي الساعة الخامسة صباحًا على صوت انفجار قوي هز العاصمة الأوكرانية كييف.

وأضافت موسكال أنها عندما فتحت النافذة رأت صواريخ تتطاير في سماء المدينة، فسارعت لتغيير ملابس طفليها والانتقال فورًا إلى منطقة آمنة.

وأشارت إلى أنها غادرت العاصمة الأوكرانية كييف برفقة زوجها نيكيتا وطفليها ديفيد وليزا إلى مدينة تشيرنيفتسي القريبة من الحدود الأوكرانية مع رومانيا.

وتابعت: "بعد وقت قصير بدأت الغارات تستهدف المدينة التي اعتقدنا أنها ستكون آمنة وبدأت صفارات الإنذار تدوي في تلك المنطقة أيضًا. وقتئذ قررت إخراج أطفالي من أوكرانيا".

وذكرت السيدة أن رحلة الوصول إلى أنطاليا كانت صعبة، مشيرة إلى أنها تفتقد زوجها كثيرًا، وتصلي دائمًا إلى الله من أجل أن تنتهي الحرب قريبًا ويرجع المدنيون والأطفال إلى بلدهم.

وأردفت: "لقد فقدت خلال الحرب العديد من أقاربي. وها أنا اليوم فقدت التواصل مع زوجي ولا أعرف ما إذا كان بيتنا في كييف قد سلم من القصف أم لا".

ولفتت إلى أنها تصطحب طفليها بنزهات في الطبيعة، وتأخذهما معها إلى السوق للتخفيف من المعاناة التي شهدوها خلال اندلاع الحرب وطريق اللجوء إلى تركيا.

وزادت: "نقوم مع عائلة آل بإعداد الطعام معًا كما نقوم برعاية 7 كلاب معاقة و6 قطط وجدها أولاش مصابة في الشارع. أريد أن أشكر تركيا وعائلة آل لقد وفروا لنا الأمان والرعاية".

وتابعت: "الحمد لله نحن في مكان آمن الآن، طفلاي يسألونني كل يوم، أمي متى تنتهي الحرب؟ الحرب لا تزال مستمرة ونحن سنعود إلى منزلنا في كييف بمجرد انتهائها".

** أم وطفلاها غادروا أوكرانيا بحقيبة يد

من جهته أوضح الزوج التركي أولاش آل أنه التقى بعائلة موسكال قبل 10 سنوات، عندما كان يعمل في متجر بأوكرانيا، وأنه دعا عائلة موسكال للقدوم إلى أنطاليا عندما بدأت الحرب.

وقال للأناضول: "غادرت الأم وطفلاها أوكرانيا بحقيبة يد واحدة فيما بقي الزوج هناك. لقد خرجوا من البلاد على عجل تحت وقع أصوات الانفجارات".

وأشار "آل" إلى أن الحرب دمرت الأسرة بأكملها، ولم يكن الأطفال بادئ ذي بدء على دراية بما يجري.

فيما قالت زوجته، سميحة آل، إنهم سعداء لأنهم تمكنوا من التواصل مع الأسرة الأوكرانية وتقديم المساعدة لها في مثل هذه الظروف الصعبة.

واستطردت: "نحن عائلتين تعيشان معا. أنا لا أتحدث الروسية وهم لا يتحدثون الإنجليزية. نتفاهم من خلال تطبيقات الترجمة الموجودة على الهواتف المحمولة".

وأردفت: "نقوم بتحضير الطعام معًا فيما تقوم تانيا بعض الأحيان بتحضير بعض الأطباق الخاصة، أنا حزينة عليها جدًا. إنها تبكي كلما جرى الحديث أمامها عن التطورات المتعلقة بالحرب في بلدها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!