ترك برس

أعدت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية، تقريراً مصوراً خاصاً حول الطائرات المسيرة التركية ودورها في التأثير على موازين الحروب، حيث استضافت خلاله سلجوق بيرقدار، المدير الفني لشركة "بايكار" المصنّعة لهذه المسيرات.

وأشاد التقرير الأمريكي بـ"المسّيرات التركية التي كان لها دور دفاعي فعال جدًا ضد الهجمات الروسية على أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي"، واصفا إياها بأنها "أصبحت أحد رموز المقاومة الأوكرانية".

وبحسب تقارير سابقة نشرتها الشبكة الإخبارية الأمريكية كان المسؤولون الأوكرانيون يروجون لطائرات "بيرقدار تي بي2" بدون طيار، باعتبارها واحدة من أكثر الأسلحة فعالية في ترسانتهم.

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن "مسيرات بيرقدار التركية كانت من بين أكثر الأسلحة الاستراتيجية التي أنتجتها تركيا مؤخرا على الساحة الوطنية والدولية".

وخلال التقرير، أكد سلجوق بيرقدار، في رده على شكوى روسية قدمت للمسؤولين الأتراك حول استخدام الجيش الأوكراني طائرات مسيرة مصنعة في تركيا، أن سلطات بلاده أبلغت نظيرتها الروسية بأن شركته ليست حكومية.

وقال بيرقدار إن أنقرة أبلغت موسكو أن شركة "بايكار تكنولوجي" التركية لصناعة الطائرات بدون طيار هي شركة خاصة، وأن شراء أوكرانيا للأجهزة قد اكتمل قبل الحرب.

وأوضح بيرقدار لـ"سي أن أن" الأمريكية أن الطائرة بدون طيار كانت "تفعل ما صُممت للقيام به، وما تم تحديثها للقيام به".

وأضاف المهندس التركي أن "الناس يخاطرون بحياتهم ويدافعون عن وطنهم لصد الغزو غير القانوني.. هذا ما يفعله الشعب والقيادة الأوكرانيون".

يُذكر أن مسيرات "بيرقدار" الهجومية التركية برزت مؤخراً في الحرب الروسية على أوكرانيا أيضاً، حيث لعبت دوراً محورياً في تغيير موازين المواجهات هناك، بحسب مراقبين.

ورغم أن الروس قللوا من أهمية الأضرار التي تلحقها هذه الطائرات بهم، فقد انتقدوا بشدة تركيا لتوقيعها عقودًا لبيع حوالي 20 طائرة من دون طيار من طراز "بيرقدار تي بي2" لأوكرانيا، وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021، اتهم هذا الأخير نظيره التركي بالانخراط في عمل "استفزازي" و"هدام".

وفي سبتمبر/أيلول 2021، وقّع وزير الدفاع الأوكراني أندري تاران والرئيس التنفيذي لشركة "بايكار" التركية للدفاع والطيران خلوق بيرقدار مذكرة تفاهم لإنشاء مركز للصيانة والتدريب على الطائرات المسيرة في أوكرانيا، وذلك بعد صفقة أبرمتها كييف مع أنقرة لشراء مسيرات "بيرقدار تي بي 2" المسيرة المسلحة.

وتستخدم المسيرات التركية في طلعات استكشافية على طول خط المواجهة في إقليم دونباس، الذي يشهد منذ عام 2014 نزاعا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.

وما إن أعلنت أوكرانيا استخدام طائرة "بيرقدار" المسيرة التركية أول مرة في الميدان، قبل أشهر، لضرب أهداف في إقليم دونباس الانفصالي شرقي البلاد، حتى ضجت وسائل الإعلام وأروقة السياسة الروسية والعالمية بالحديث عن هذا المنعطف في أزمة مستمرة منذ عام 2014.

كما باتت طائرات "بيرقدار" المسيرة إحدى أيقونات الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية، حتى أن الدفاع الأوكرانية نشرت مقطعاً لأغنية تشيد بهذه الطائرات التركية، لتتحول كلمات تلك الأغنية لاحقاً إلى هتافات يرددها المتضامنون مع أوكرانيا في المظاهرات المنتشرة حول العالم.

ووفق مصادر إعلامية تركية، تتصدر أذربيجان وقطر والإمارات وأوكرانيا قائمة الدول الأكثر إقبالا على شراء المسيرات التركية. وسجلت أوكرانيا مؤخراً طفرة كبرى في استيراد المُسيّرات التركية، وقفز إجمالي تلك الواردات من 17 مليونا و589 ألف دولار في عام 2020، إلى 123 مليونا و193 ألف دولار خلال 2021.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".​​​​​​

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!