
ترك برس
يعود عداء صحيفة نيويورك تايمز لتركية إلى 100 عام ماضية، فهي لم تكتفِ بإظهار ذلك هذه الأيام فقط بل قامت بمحاولة الإساءة إلى أبرز الزعماء الأتراك خلال القرن الماضي.
ويثير التأكيد المتكرر للصحيفة على هذا العداء مؤشراتٍ تحدث عنها عدد من المفكرين وكبار الصحفيين الأتراك تؤكد عدم قبول تيار سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية بتطور ونماء تركيا حتى ولو تمتعت بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة. وتشكل نيويورك تايمز إحدى أهم مؤسسات هذا التيار.
ففي عددها الصادر في 24 من كانون الثاني/ يناير من عام 1886، اتهمت الصحيفة السلطان عبد الحميد الثاني بالعمالة لقيصر روسيا، وذلك بعد توقيع اتفاقية "سان ستيفانو" بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية التي أنهت الحرب بين الدولتين.
كما دعت نيويورك تايمز إلى الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول زعيم سياسي منتخب ديمقراطيًا في تاريخ تركيا، رئيس الوزراء عدنان مندريس عام 1960، زاعمة أن "نظامه الاستبدادي يثير مخاوف الأصدقاء".
والغريب أنّ تركيا بدأت في عهد مندريس بتبني سياسات الانفتاح على العالم؛ فانضمت إلى حلف الناتو، وأقامت علاقات قوية مع الولايات المتحدة، كما تصدرت تركيا في تلك الفترة الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط في إنتاج القمح والبندق والتين المجفف والعنب والقطن والشاي ومختلف أنواع الفاكهة والخضار.
وفي تعليق لها على وفاة الرئيس تورغوت أوزال في عام 1991، وصفته نيويورك تايمز بالمتكبّر الذي يدير البلاد دون ضوابط. وذلك على الرغم من أن تركيا شهدت في عهده أكبر مشاريع خصخصة الدولة، وتبنّت كذلك سياسات انفتاح أدت إلى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي آخر حلقة من سلسلة عدائها لتركيا، طالبت الصحيفة الولايات المتحدة وحلف الناتو في عددها الصادر في 23 من أيار/ مايو الماضي بالعمل على الحد من نشاطات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، قائلة إن غيومًا سوداء تحوم فوق سماء تركيا.
وذلك على الرغم من أن تركيا شهدت من التطور والنماء في عهد أردوغان ما لم تشهده منذ عهد عدنان مندريس وتورغوت أوزال، وتمتعت بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!