ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستكثف المحادثات المتعلقة بفتح "ممر الحبوب" خلال الأسبوع أو الأيام الـ10 القادمة للوصول إلى نتيجة بشأن ممر آمن لنقل الحبوب (الأوكرانية) عبر البحر الأسود، وذلك تزامناً مع احتجاز السلطات التركية سفينة روسية على متنها حمولة مشبوهة.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، عقب لقائهما في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إنهم يعملون "على تكثيف محادثاتنا خلال الأسبوع أو الأيام الـ10 القادمة للوصول إلى نتيجة".

وذكر أردوغان أنه ناقش الأزمة الأوكرانية بشكل مفصل مع "دراغي."

وبين أنهما تبادلا الآراء حول العودة إلى عملية التفاوض بين روسيا وأوكرانيا وخطة الأمم المتحدة لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وفي سياق متصل، بدأت السلطات التركية التحقيق في مصدر الحبوب على متن سفينة الشحن "جيبيك جولي"، التي رست في الـ1 من يوليو/ تموز الجاري في ميناء كاراسو التركي على البحر الأسود.

وذكرت وكالة "بلومبرغ"، الاثنين، نقلا عن مسؤولين أتراك أن السفينة ستبقى حتى تكتشف السلطات التركية منشأ ومسار الشحنة.

وأكد أحد محاوري الوكالة أن أنقرة حذرة فيما يحيط بسفينة الشحن، حيث تتوسط في المفاوضات بين موسكو وكييف حول ممر آمن لتصدير الحبوب الأوكرانية.

وأشار إلى أن اجتماعا مخصصا لمشكلة الحبوب بمشاركة تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة يمكن أن يعقد الأسبوع المقبل.

من جانبها، أكدت السفارة الروسية في تركيا أن المسؤولين الأتراك لم يبلغوا الدبلوماسيين الروس باحتجاز سفينة شحن روسية في المياه التركية.

وقال مصدر في السفارة الروسية: "لم تبلغنا تركيا بهذا الأمر بشكل رسمي حتى الآن"، بحسب ما نقلته وكالة "RT" الروسية.

وأكدت الجمارك التركية في وقت سابق احتجاز سفينة روسية يزعم أنها تحمل حبوبا أوكرانية، مشيرة إلى أنه "لم يتم اتخاذ قرارات محددة تجاه السفينة بعد".

وتأتي التطورات المتعلقة باحتجاز السفينة الروسية من قبل السلطات التركية، عقب مطالبة كييف لأنقرة باحتجاز السفينة التي قالت إنها محملة بشحنة حبوب أوكرانية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأوكرانية -نقلا عن معلومات وردت من الإدارة البحرية في بلاده- إنه تم تحميل السفينة "زيبيك زولي" بشحنة حبوب أوكرانية من ميناء بيرديانسك على البحر الأسود، وهو ميناء تسيطر عليه القوات الروسية، ويقع غرب ميناء ماريوبول.

وفي رسالة موقعة بتاريخ 30 يونيو/حزيران الماضي موجهة لوزارة العدل التركي، طلب مكتب النائب العام الأوكراني احتجاز السفينة، لأن الأمر يتعلق بتصدير غير قانوني للحبوب من ميناء بيرديانسك إلى ميناء كاراسو شمالي تركيا.

وأضاف المسؤول الأوكراني أن شحنة الحبوب تقدر بحوالي 4500 طن، وهي مملوكة لكييف، بحسب ما نقله "الجزيرة نت."

وتتهم كييف موسكو بسرقة الحبوب من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ بدء الحرب في نهاية فبراير/شباط الماضي، وهو ما ينفيه الكرملين.

وبمبادرة تركية، جرى إنشاء "خط أحمر" بين كل من أنقرة وموسكو وكييف لحل أزمة خروج سفن الشحن الناقلة للحبوب من موانئ الأخيرة.

يذكر أن الكثير من بلدان العالم تعاني أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب الدائرة بين موسكو وكييف منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

وأوكرانيا واحدة من أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم، لكن الشحنات تراجعت بشكل كبير بسبب الحرب الروسية، مما تسبب بنقص عالمي في الغذاء. وناشدت الأمم المتحدة الطرفين الروسي والأوكراني وجارتهما بحريا تركيا على الموافقة على فتح ممر آمن لعبور شحنات الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!