ترك برس

أثبتت تركيا أنها قادرة على لعبه على المستوى الدولي في إطار التخفيف من تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا وتأثيراتها الممتدة عبر القارات.

ففي حين أن روسيا وأوكرانيا تعدّان أكبر مصدّر للحبوب عالميًا، تأثر عبور شحنات القمح منهما بسبب الحرب، الأمر الذي فتح بابًا للوساطة التركية بهدف تقليص آثار الحرب دوليًا.

** 30 عامًا من العلاقات التركية القيرغيزية

في هذا الإطار، أشاد وزير الخارجية القرغيزي جينبك كولوباييف، بالدور التركي في توقيع اتفاقية شحن الحبوب بين موسكو وكييف.

وأكد أن الوساطة التركية في أوكرانيا ستفتح الباب أمام مستقبل أفضل.

جاء ذلك في حوار له مع وكالة الأناضول، على هامش زيارة رسمية قام بها إلى العاصمة التركية أنقرة، 17 أغسطس/آب الجاري.

خلال الحوار، تطرّق "كولوباييف" إلى العلاقات التركية القيرغيزية، لافتاً إلى حلول الذكرى السنوية الـ 30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشار إلى أن تركيا كانت أول دولة تعترف باستقلال قيرغيزستان، مبيّناً أن التعاون والثقة السياسية القائمة بين أنقرة وبيشكيك، في أعلى المستويات.

وأوضح أن تركيا وقيرغيزستان، أسستا الشراكة الاستراتيجية بينهما عام 2011، مؤكداً أنه وبفضل الشراكة هذه نجح زعيما البلدين والبرلمان والحكومة فيهما، بتنفيذ مشاريع تهم مستقبلهما.

وفي سياق متصل، أشاد "كولوباييف" بالدعم التركي لـ قيرغيزستان، وخاصة فيما يتعلق بالدعم السياسي في المحافل الدولية.

وأفاد بأن البلدين حققا نجاحًا ملحوظًا في التعاون الثنائي على مستويات التجارة والاستثمار والثقافة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه لا يتمّ استغلال القدرات والإمكانات الموجودة لدى كلا البلدين بشكلٍ جيد.

ولفت إلى إمكانية القيام بالعديد من المشاريع المشتركة مستقبلاً بين تركيا وقيرغيزستان، "لأن دعم ومساعدات الدولة التركية كبيرة جداً في بنيتنا الاقتصادية".

وتابع قائلاً: "تركيا تقدم لنا الدعم في المحافل الدولية، ونحن بدورنا نحتاج للاستفادة من خبرات وتجارب الدولة التركية، لذا نركز على مستقبل التعاون بين البلدين ونولي الاهتمام الكبير لتأسيس التعاون بينهما".

** الوساطة التركية في الحرب الأوكرانية

وفي سياقٍ آخر، قال الوزير القيرغيزي، إن الحرب القائمة في أوكرانيا، أدّت إلى ارتفاع الأسعار في بلاده وفي كافة بلدان آسيا الوسطى، ما دفع دول المنطقة للبحث عن بدائل لتحقيق الأمن الغذائي.

وأشاد "كولوباييف" باتفاق شحن الحبوب بشكلٍ آمن بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة تركية وأممية.

وقال: "ندعم جهود الوساطة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، في أوكرانيا".

وأردف: "تأمين خروج سفن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، نجاح كبير. وستكون له آثارٌ إيجابية على الأمن الغذائي العالمي".

واستطرد: "لذا، نعتقد بأن سياسات الوساطة التي تقوم بها الدولة التركية، ستؤدي إلى مستقبل أفضل في أوكرانيا. وستكون آسيا الوسطى مركزًا للاستقرار والتعاون مستقبلاً".

** الوضع الإنساني في أفغانستان

وفي الملف الأفغاني، قال "كولوباييف" إن بلاده تولي أهمية كبيرة لأفغانستان "تنعم بالسلام والاستقرار".

وأكد استعداد قيرغيزستان "لتطوير علاقات جوار قائمة على القيم الثقافية والتاريخية المشتركة مع أفغانستان".

وأشار إلى أن "أفغانستان تمرّ بمرحلة صعبة وتشهد أزمة اقتصادية بالمعنى الحقيقي".

وشدد أن "هناك حاجة كبيرة للمساعدات الاقتصادية الخارجية وللدعم الدولي" لإنهاء الأزمة الأفغانية.

** ممرّ الوسط

وفيما يخضّ مشروع "ممر الوسط"، قال "كولوباييف" إنه "سيساهم في وصول البضائع من الصين إلى أوروبا بشكلٍ مريح وسريع".

وأضاف أن "البُلدان الواقعة على مسار ممر الوسط، ومن بينها قيرغيزستان، تهدف إلى تطوير البنية التحتية والإمكانات اللوجستية".

ووصف "كولوباييف" المشروع بأنه "إحياء طريق الحرير التاريخي".

** اتفاقية تمرير الحبوب

في 17 أغسطس/آب الجاري، استضافت مدينة لفيف الأوكرانية قمة ثلاثية جمعت أردوغان ونظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لمناقشة تطورات الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

وكتب زيلينسكي على حسابه في تليغرام، إن زيارة أردوغان تمثّل "رسالة دعم قوية" لبلاده، مشيرًا أنه ناقش معه ملف صادرات الحبوب والوضع في محطة زابوريجيا النووية.

كما أشاد بدور تركيا في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تسببت بها الحرب، وقال "تركيا، وأردوغان شخصيًا، لعبا دورًا رائدًا في شحن الحبوب، وهذا ما ساعد في التغلب على أزمة الغذاء العالمية".

وفي 22 يوليو/تموز الماضي، وقّعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" خلال اجتماع استضافته مدينة إسطنبول.

وتضمّنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.

وجاء توقيع الاتفاقية بينما تعاني الكثير من بلدان العالم أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!