ترك برس - الأناضول

كثيرة هي المواقع الحيوية والاستراتيجية التي تتواجد في إسطنبول العريقة، وتشتهر صور السيلفي الملتقطة من الأماكن المرتفعة المطلة بجمالية على المدينة، ومنطقة السليمانية، واحدة من تلك المناطق الحيوية.

"السليمانية"، تكتسب اسمها من جامع السليمانية، الذي أمر السلطان العثماني سليمان القانوني (1494-1566م) ، ببنائه، ويتواجد قبره فيه.

وكلف السلطان سليمان، المعمار سنان (1489-1588م)، أشهر معماري في العصر العثماني، بالإشراف على تشييده.

وتتواجد بالمنطقة مكتبة السليمانية للمخطوطات الشهيرة، التي تعتبر من أكبر المكتبات التراثية العريقة في العالم، والتي تحوي أكثر من 70 ألف مخطوطة، مكتوبة بالعربية والتركية والفارسية.

وتقع المنطقة على إحدى تلال إسطنبول الاستراتيجية المطلة على خليج البوسفور، في موقع يمكن رصده داخل المدينة القديمة، بحي الفاتح، ويشرف على مشهد رائع للمدينة تظهر فيه معالم المدينة القديمة.

وتجمع السليمانية الجانب الروحاني المتمثل بالجامع والمنطقة المحيطة به، والجانب السياحي، نظرا لإقبال السياح للجامع ولمشاهدة المناظر المميزة، وانتشار المقاهي والمطاعم المختلفة.

- لقطة سيلفي وإطلالة ومطاعم

لعل أبرز ما يشد السائحين للمنطقة هي الإطلالة المميزة، التي تجعل كل وافد للمنطقة يلتقط الصور التذكارية لنفسه ولمن يرافقه، ومنها لقطة السيلفي الشهيرة المفضلة من قبل الزائرين للمنطقة ومحبي إسطنبول.

ويحرص الزائرون على إظهار خليج القرن الذهبي، وبرج غلاطة الأثري، ضمن اللقطات التي يتم تصويرها، حيث تظهر الأحياء الأوروبية من خلال هذا المشهد وصولا إلى الأحياء الواقعة في الجانب الآسيوي.

ويجلس آخرون على تلك الأماكن المرتفعة، التي تقع على حافة الجامع، من أجل الاستمتاع بالمشهد، ومراقبة الطيور ومحاولة إطعامها، والاستمتاع بمشهد المدينة، وعبور السفن على خليج القرن الذهبي، ومرور المشاة والسيارات.

وثمة مقاهي ومطاعم توفر هذه الإطلالة بالمنطقة، يفضل الزائرون والسائحون الجلوس بها والاستمتاع بتناول الطعام التركي وشرب الشاي فيها، ومشاهدة إسطنبول بطريقة بانورامية مدهشة.

كما تتواجد في المنطقة مطاعم ومقاهي من طراز آخر، تقع داخل البيوت التركية القديمة، حيث أن بداخلها فسحة كبيرة، وهي مغلقة تقي من حر الصيف ومطر الشتاء، ويُقبل عليها السائحون والزائرون ليشموا من خلالها عبق التاريخ.

- جامع السليمانية

مجمع السليمانية، شيده المعمار سنان، وافتتحه السلطان سليمان القانوني، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1557م، مرددًا دعاء: يا فتاح.

وكلّف السلطان سليمان، المعمار سنان، ببناء المجمع على التلة الثالثة لإسطنبول، داخل أسوار المدينة القديمة.

ويُعد جامع السليمانية، أجمل قطعة أثرية في إسطنبول، لما يتميز به من موقع فريد ورمزية بالنسبة للإمبراطورية العثمانية، وتم الانتهاء من بنائه في سبعة أعوام.

وشارك في بناء الجامع 3 آلاف و523 عاملًا، منهم 1713 من المسلمين، ووصل عدد العمال الذين يعملون باليومية فيه ألفي عامل.

وينقسم المجمع إلى 15 قسمًا هم: المسجد، المدرسة الرابعة، المدرسة الثالثة، المدرسة الأولى، المدرسة الثانية، مدرسة الطب، ضريح السلطان سليمان القانوني، وضريح زوجته هُرم سلطان، غرفة حارس الضريح، مستشفى، دار ضيافة، مدرسة دار الحديث، جناح الزائرين وعابري السبيل، ضريح معمار سنان، والحمّام.

ويُعد مسجد السليمانية أهم أقسام المجمع؛ لما يتميز به من مزيج من الفخامة والأناقة والجمال، كما يعتبر أحد أهم المزارات التي تجمع بين البساطة والروعة، وتزينه الزخارف المستخدمة في نقوشه، والتي تعتبر أيضا من الروائع والعجائب في حد ذاتها.

ـ خلية نحل

ويجاور المنطقة مقر جامعة إسطنبول العريقة، والسوق المسقوف، ومنطقة بيازيد، وأسواق الجملة المنتشرة بالمنطقة، والتي تشبه خلية نحل خلال الأيام العادية، حيث يرتادها التجار والمتسوقون.

ويمكن الوصول إلى المنطقة عبر خطوط الترام والحافلات، ولاحقا التجول بين البيوت والأحياء القديمة لإسطنبول، حيث الأزقة الضيقة والبيوت الخشبية، وصولا إلى منطقة السليمانية المميزة، التي يعشقها أهالي إسطنبول والقادمين لها.

وفي شهر رمضان المبارك، يعتبر جامع السليمانية من أبرز الأماكن التي يستهدفها الزائرون والصائمون من أجل أداء الصلوات والعبادات، وعندما تكون حالة الطقس جيدة، فتشكل باحات وحدائق الجامع مكانا محببا لإفطار الصائمين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!