الجزيرة نت

تشير المعلومات الإحصائية الرسمية التركية إلى ارتفاع كبير في حجم العائدات السياحية خلال الربع الثاني من العام الجاري، وإلى تحول تركيا إلى الوجهة السادسة في العالم في استقطاب السياح.

وكشفت بيانات مؤسسة الإحصاء التركية أن قطاع السياحة حقق زيادة في العائدات بنسبة 7.9% خلال الربع الثاني من عام 2014 قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي، بإيرادات بلغت تسعة مليارات دولار.

ويعزى هذا إلى جملة من العوامل الداخلية والخارجية، أبرزها تطور أنماط سياحية غير تقليدية، واتباع سياسات تشجيعية للزوار، وتعثر السياحة في الدول المجاورة.

وركز غزوان المصري نائب رئيس المنتدى الدولي لرجال الأعمال على دور الأنماط الجديدة للسياحة في رفع مستوى الإقبال على زيارة تركيا، مشيرا إلى أن السياحة اختلفت في مفهومها بين الماضي واليوم.

أنماط مختلفة

وأوضح المصري للجزيرة نت أن كثيرا من زوار تركيا باتوا يقصدونها على وجه الخصوص لأهداف تجارية وثقافية وعلاجية، وللمشاركة في لقاءات ومؤتمرات ومنتديات تعقد على مدار العام، مشيرا إلى أن هذا الشكل من الزيارات تجاوز النظرة للسياحة على أنها بحار ورمال ومناظر طبيعية.

وكانت التقارير الحكومية قد أوردت أن ما يفوق عشرة ملايين و967 ألف سائح زاروا تركيا في الربع الثاني من العام، وبلغ متوسط ما صرفه كل سائح منهم نحو 818 دولاراً.

واعتبر المصري الاضطرابات التي تشهدها عدة دول بالمنطقة سببا لزيادة استهداف السياح لتركيا، تماشياً مع مؤشرات تحدثت عن تراجع كبير في حجم الرحلات السياحية إلى لبنان وإسرائيل، فضلا عن الانخفاض الكبير في معدلات السياحة في كل من سوريا ومصر.

وأشار إلى أن السياسات الحكومية ساهمت في دفع تركيا قدما لتحتل المرتبة السادسة عالميا في استقطاب السياح، إذ تسمح قوانينها للزوار من 67 جنسية بدخول البلاد دون تأشيرة، وتمنح أنقرة تأشيرتها على بوابات الموانئ الجوية والبرية والبحرية لحملة العشرات من الجنسيات الأخرى، فضلاً عن تفعيلها نظام التأشيرات الإلكترونية لرجال الأعمال والسياح.

ووفق المصري فإن تطور قطاع الخدمات في الموانئ والقطارات والفنادق والأسواق شجع كثيرا من الزوار على تفضيل تركيا، فضلا عن الامتيازات التي بات قطاع الخدمات التخصصية كالمستشفيات والمراكز الطبية يقدمها لزواره من طالبي العلاج.

إقبال عربي

وبات الوجه العربي من أكثر السحنات حضورا في المناطق السياحية التركية، بعد السائح الألماني والروسي والبريطاني. 

ومن بين أسباب زيادة السياحة العربية إلى تركيا، وفق المتحدث نفسه، وسائل الدعاية وانتشار الدراما التركية في الإعلام العربي، ما شجع كثيرا من العائلات العربية والخليجية بالتحديد على الاحتكاك بالثقافة التركية من خلال الرحلات السياحية.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة التركية ذكرت أن عدد السياح العرب الذين زاروا البلاد العام الماضي ناهز المليونين و68 ألفا من 13 دولة، أغلبهم من العراق، بما يفوق نصف مليون زائر.

وسجل اليمنيون أقل نسبة من بين الزوار العرب بواقع 11 ألفا و826 سائحا، واحتلت كل من ليبيا (261 ألفا) فالسعودية (234 ألفا) ثم لبنان (143 ألفا) فالجزائر (118 ألفا) المراتب الأربعة الأولى بعد العراق.

شركات الطيران

وكان لشركات الطيران التركية دور كبير في دفع السياحة واستقطاب العرب، إذ أن لتلك الشركات رحلات إلى عشرات المطارات العربية، ومنها ثمانية بالسعودية، والتي باتت تربطها رحلات مباشرة إلى طرابزون وأنطاليا، فضلا عن المطارات التركية المعروفة المتمثلة في إسطنبول وأنقرة.

وتوقع المصري أن تمضي عجلة استقطاب السياح إلى الأمام في تركيا ليتراوح عددهم العام القادم ما بين 37 مليونا و38 مليون سائح، بعدما بلغ العام الأخير 34 مليونا، مشيرا إلى أن افتتاح المطار الثالث في إسطنبول عام 2017 سيساهم بشكل فعال في مضاعفة هذه الأعداد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!