ترك برس

تتزين تركيا بقصورها الرائعة، المشيدة منذ عهد السلاطين، قصور شامخة فاخرة وفخمة، تحتل مساحة على الأراضي التركية لتظهر لنا مدى إبداع الفن المعماري والهندسي القديم، وكذلك دقة النقوش والزخارف المتداخلة والملونة فيها، ففي منطقة السلطان أحمد، قصر"ياربتان (yerebatan sarnıcı)" أو ما يسمى بالقصر المغمور(الخزانات المائية)، هو خزان "البازيليك" الأرضي، أو حوض الكاتدرائية، وهو الأكبر ما بين الصهاريج القديمة، التي تقع تحت مدينة إسطنبول.

يقع القصر على بعد 150م إلى الجنوب الغربي من أيا صوفيا، وتبلغ مساحته 9.800 متر مربع، وقد بناه البيزنطيون ليحميهم من حصار المسلمين، حيث تم بناءه في القرن السادس، في عهد الإمبراطور"جستنيان" الأول، واستمد هذا الهيكل الجوفي اسمه من ساحة عامة كبيرة، كانت تقع في الهضبة الأولى في القسطنطينية، وهي" بازيليكا ستوا"، التي شيدت تحت الأرض بالأصل قبل أن يتم تحويلها إلى خزان.

وقد بنيت بين القرنين الثالث والرابع، خلال العصر الروماني المبكر كمركز تجاري، وقانوني، وفني، وأعيد بناءه بعد اندلاع حريق في 476، وكما تقول النصوص القديمة، أن "البازيليكا" قد احتوت على الحدائق، وكانت الأعمدة تحيط بها، وموجهة نحو آيا صوفيا، فقد بنى الإمبراطور قسطنطين الهيكل الذي أعيد بناءه في وقت لاحق، وتم توسيعه من قبل الإمبراطور" جستنيان"، بعد أعمال شغب "نيكا" من 532، التي دمرت المدينة.

كان الخزان الأرضي هذا يحوي نظام تنقية للمياه، للقصر الكبير في القسطنطينية، وغيره من المباني الأخرى الواقعة على التلة الأولى، واستمر في توفير المياه لقصر "توبكابي"، بعد العهد العثماني عام 1453، وحتى العصر الحديث.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!