ترك برس
كشف السفير الإماراتي لدى أنقرة سعيد ثاني الظاهري، الخميس، عن عزم بلاده توقيع اتفاقيات جديدة مع تركيا في مجال "الصناعات الدفاعية" قريباً.
جاء ذلك في رد للسفير الإماراتي على سؤال لصحيفة "ديلي صباح" التركية، خلال تقديمه إحاطة إعلامية في إسطنبول، حول استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، تطرق فيها للعلاقات التركية الإماراتية، إذ يصادف هذا العام الذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الظاهري: "نحن نتابع التطورات والنجاحات التي حققتها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، وفي الأيام القادمة قد تكون هناك اتفاقيات بين البلدين في هذا المجال".
وفي 27 يوليو/ تموز الماضي، وقعت تركيا والإمارات اتفاقية للتعاون الدفاعي، بين مجموعة الدفاع والطيران (OSSA) بمركز الشرق الأوسط للصناعة والتجارة التركي، وشركة "بلاك كوبرا" للتجهيزات العسكرية (BCMS) في أبوظبي، وذلك خلال المعرض الدولي للصناعات الدفاعية في إسطنبول (IDEF).
وتشهد العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والإمارات ازدهاراً كبيراً مع تعاون متسارع ومتصاعد وروابط أخوية وثيقة بين قادة البلدين، إذ استطاع البلدان إنجاز شراكة استراتيجية متنامية بوقت قياسي.
العلاقات الإماراتية التركية
وشدد الظاهري، في الإحاطة الإعلامية، على أن الإمارات تتطلع لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع جمهورية تركيا الصديقة في كافة القطاعات التي تصب في تطوير العلاقات الإماراتية التركية وفقاً لتطلعات قيادتي البلدين وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وأضاف السفير الإماراتي أن "العلاقات الإماراتية التركية في ضوء الزيارات الناجحة المتبادلة بين رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى تركيا في نوفمبر 2021 ثم في يونيو 2023، وكذلك الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات في فبراير 2022 ويوليو 2023، وما أثمرته من اتفاقيات مهمة، خاصة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة في مارس الماضي، فهي خطوة مهمة لتعزيز التجارة والاستثمارات على أعلى المستويات، والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 سبتمبر الجاري".
ودخلت اتفاقية الشراكة الشاملة بين تركيا والإمارات حيز التنفيذ مطلع شهر سبتمبر الجاري، وقد تم توقيعها بحضور الرئيس أردوغان ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في 3 مارس/ آذار 2023، وتستهدف الاتفاقية الوصول إلى حجم تجارة بين البلدين إلى 25 مليار دولار في غضون 5 سنوات، كما تمنح الاتفاقية تسهيلات لرجال الأعمال ومن ضمنها تخفيضات التعاريف الجمركية وسهولة التواصل بين البلدين.
ولفت الظاهري إلى أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى الإمارات في يوليو الماضي، والتي تم خلالها إعلان اتفاق مشترك لإنشاء "لجنة إستراتيجية عليا" بين البلدين، وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة 50.7 مليار دولار، تستهدف تنويع مجالات الشراكة الشاملة، وتوسيع آفاقها بما يحقق تطلعات البلدين إلى النمو الاقتصادي والازدهار المستدامين.
وأوضح أن "هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ركزت على تعزيز مجالات عدة كالاستثمار والاقتصاد، القانون والقضاء، والتكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي والطاقة والموارد الطبيعية والفضاء والتعليم".
وأردف الظاهري: "نتطلع لتعاون أقوى مع تركيا في مختلف الأصعدة، كما أنّ هناك العديد من الفرص الواعدة لتطوير شراكتنا الاقتصادية خاصة في المجالات التي تخدم أهداف التنمية المستدامة، وفي مقدمتها الاقتصاد والاستثمار والبنية التحتية والسياحة والثقافة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والبيئة والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات الحيوية".
وأكد الظاهري أن "هذه الاتفاقيات ستتيح فرصاً للشركات والمستثمرين الإماراتيين تنفيذ استثمارات ومشاريع في إطار خطط طموحة تشمل المجالات المعنية بالطاقة المتجددة، والهدروجين الأخضر والأمونيا ومحطات الطاقة الكهربائية ومشاريع النقل وتخزين البطاريات والطاقة النووية والتقنيات الناشئة واستخدام وتخزين الهدروجين والكربون".
وشدد السفير الإماراتي لدى أنقرة على أن "أبو ظبي تؤكد على تعزيز جوانب التجارة البينية والتعاون المشترك في قطاعات جديدة، وأن تركيا هي الشريك التجاري الأول للإمارات داخل دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغ إجمالي التجارة غير النفطية بينهما ما يقارب 19 مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 40% عن عام 2021، لتصبح تركيا الشريك الأسرع نمواً لدولة الإمارات بين أكبر 10 شركاء تجاريين".
وبلغت صادرات تركيا إلى الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2023، 2.5 مليار دولار أمريكي، بارتفاع بنسبة 9 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بحسب معطيات مجلس المصدرين الأتراك.
"كوب 28"
من جهة ثانية، أعرب السفير الإماراتي لدى أنقرة عن أمله بمشاركة تركيا بشكل فاعل في مؤتمر المناخ "كوب 28" (COP28)، وقال: "نتطلع إلى مشاركة فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعمال قمة المناخ في دبي قريباً".
وتستضيف الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28" (COP28) من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وشدد السفير الإماراتي، في كلمته للصحفيين، على أن الإمارات ملتزمة بتوظيف هذه الفرصة لتسريع الجهود العالمية لمعالجة آثار تغير المناخ، والتحضير للتقييم العالمي الأول لمؤتمر باريس COP21 من خلال تمكين مجتمع شامل وموجه نحو الحلول.
وأوضح أن حكومة بلاده أعلنت عن أربع ركائز في يوليو 2023 بهذه المناسبة، وأنها ستتخذ إجراءات حول التتبع السريع لتحول الطاقة وتحويل تمويل المناخ والتركيز على الحياة وسبل العيش والشمول الكامل لعملية مؤتمر الأطراف "كوب28".
وقال: "لا يخفيكم أن حجم تغير المناخ العالمي وتأثيراته على المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة عبر جنوب الكرة الأرضية، لا يمكن معالجته دون حلول تشمل المجتمع بأكمله"، مضيفاً: "سيتم طرح جميع الأصوات والجهات الفاعلة على الطاولة في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتسريع العمل المناخي العادل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!