ترك برس

كشفت وسائل إعلام عبرية وأخرى تركية مقرّبة من دوائر القرار، قبل قرابة شهر، عن اعتزام الرئيس رجب طيب أردوغان زيارة القدس يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تزامناً مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، إلا أن التصعيد الإسرائيلية في غزة استبق الزيارة ما طرح تساؤلات عن مصيرها في ظل التطورات الحالية بالقطاع.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الرئيس أردوغان يعتزم زيارة المسجد الأقصى، يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مبينة أنه قد يحتفل بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية بزيارة القدس والمسجد الأقصى.

وأوضحت أن الزيارة تأتي ضمن "اتفاق لتبادل الزيارات بين الرئيس أردوغان ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

التسريبات الإعلامية جاءت حينها تزامناً مع ما شهدته العلاقات التركية الإسرائيلية مؤخراً تطوراً وتحسّناً بعد فترة قطيعة وتدهور بدأت عام 2010، حيث جرى أول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر/ أيلول 2022، مع رئيس وزراء إسرائيلي. 

وفي يوليو/تموز الماضي تم تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تركيا بسبب تعرضه لمشكلات صحية.

بحلول 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.

وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وسط حديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.

أردوغان وعلى غير المعتاد تجنّب التصعيد في بداية الأمر، حتى أنه أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ حول التطورات الأخيرة في غزة.

التصعيد الإسرائيلي في غزة وقصفه الأهداف المدنية دفع تركيا ورئيسها أردوغان للتصعيد الذي وصل إلى حديث الإعلام التركي عن تدخل تركي "مباشر" في تطورات غزة، خاصة بعد تصريح دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية وحليف أردوغان السياسي.

وفي ظل هذه التطورات، قال أردوغان، في كلمة ألقاها في اجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، إنه ألغى زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى إسرائيل في ضوء حربها على غزة.

لرئيس التركي أكد أن "حركة حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها."

وتدهورت العلاقات بين إسرائيل وتركيا بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية عشرة أتراك في غارة عام 2010 على سفينة كانت تقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وطردت أنقرة السفير الإسرائيلي في خطوة عدلت عنها في 2016، لكنها تكررت بعد ذلك بعامين بسبب مقتل عشرات الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات على حدود غزة.

وقامت إسرائيل -التي اشتكت من استضافة أنقرة قياديين من حركة حماس- بطرد السفير التركي في 2018.

لكن زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في مارس/آذار 2022 ساعدت على كسر جمود العلاقات.

ولاحقا، تبال مسؤولون من البلدين الزيارات، واتخذ الطرفان خطوات لتحسين علاقاتهما من جديد.

وفي يوليو/تموز الماضي تم تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تركيا بسبب تعرضه لمشكلات صحية.

وفي تصريحات له في طريق عودته إلى تركيا قادماً من إدارة نخجوان ذاتية الحكم، قال أردوغان إنه يعتقد بأن يجري نتنياهو زيارته المؤجلة بسبب المرض إلى تركيا خلال أكتوبر أو نوفمبر، وتتواصل المحادثات لإجرائها في أنسب وقت.

وفي وقت سابق، قال أردوغان أردوغان إنه سيزور إسرائيل عندما يزور رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو تركيا، وقال "قلت لهم قوموا بهذه الزيارة أنتم أولا وبعدها سأزور إسرائيل مع فريقي، وقد اتفقنا على ذلك".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!